في جو روحاني معبق بنسيم القدس الشريف وعلى صوت ملائكي معطر بآيات بينات من الذكر الحكيم ومديح الحبيب المصطفى، قضينا ساعة من الزمن صحبة الشيخ عبد الكريم زربا، أحد مشايخة المسجد الأقصى ورئيس فرقة ''أنوار القدس للابتهالات الدينية''، أين تحدث لنا عن القدس والإنشاد الديني وأشياء أخرى في جلسة خص بها ''البلاد''. قال الشيخ المنشد عبد الكريم أنيس زربا إن فرقة الأنوار للابتهالات الدينية والمدائح النبوية التي ينتمي إليها، كانت قد أنشأت عام 1999بفلسطين وتقوم على أساس ''تجميع القصائد الدينية ومدائح النبي محمد صلى الله عليه وسلم ووعظ الشباب ودفعهم إلى ترك الرذيلة والمنكرات من الأفعال والأقوال الفاحشة من خلال ذكر الله عز وجل'' قبل أن يضيف بأنه من مهام ''أنوار القدس'' أيضا، إحياء التراث الإسلامي وللحفاظ عليه من الضياع والتلاشي، وهنا يؤكد المتحدث الذي يزور الجزائر لأول مرة، على أن الهدف من تأسيس هذه الفرقة هو ''الدعوة إلى سبيل الرشاد والتأسي بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم بعيدا عن أية ضغائن أو شحناء''؛ كما تدعو هذه الفرقة، يضيف الإمام المنشد، إلى توحيد كلمة الحق التي تضفي إلى الوحدة الوطنية والنهي عن التحزب الذي يؤدي إلى الفرقة والشتات وذلك من خلال تناول موضوعات هادفة في إطار مدائح دينية بأصوات جميلة ترغب في الإيمان بكل مضامينه وتحبب الشباب إليه. وفي هذا السياق، أكد المتحدث أن فرقة ''أنوار القدس'' لا تنشط فقط في المناسبات الدينية على غرار الشهر الفضيل وذكرى المولد النبوي الشريف والإسراء والمعراج، وإنما يتعدى نشاطها تلك الحدود؛ حيث أنها تعمل وتنشط على طول السنة يقول الشيخ عبد الكريم، من خلال إحياء حفلات دينية وتنظيم أعراس تكتسي الحلة الدينية. على نحو آخر، اعترف المنشد الأمام أن نشاط فرقة ''أنوار القدس'' عرف بعض الصعوبات داخل الأراضي الفلسطينية، ولعل أبرز تلك الصعوبات، يقول المتحدث، هي الحرب التي يقودها السلفيون ضدنا حيث أنه ''لا يؤمنون بشيء يسمى النشيد الديني وعلى هذا فقد حاولوا في أكثر من مرة، منع الفرقة من العمل واستهدافها في العديد من المرات''. على صعيد آخر، تحدث إمام المسجد الأقصى عن الأجواء الرمضانية في الأراضي المحتلة حيث قال في هذا الصدد إن ''الجو الرمضاني في فلسطين يقتصر على القدس فقط دون المناطق الأخرى إذ يتم تزيين المسجد الأقصى الذي يقبل عليه المصلون ويشدون الرحال إليه من كل مكان لأداء صلاة التراويح وهو المكان الوحيد، يقول الإمام المنشد عبد الكريم، الذي يعكس الأجواء الرمضانية في الأراضي المحتلة.