ظل موضوع الآلات الموسيقية الموظفة في الأناشيد الدينية إلى وقت ليس بالبعيد، مثارا للجدل الفقهي بين العلماء، ففي حين يرى فريق أنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال استعمال الموسيقى في مدائح تذكر الله تعالى والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ عبد الكريم أنيس زربا، إنه إن كانت الموسيقى تؤدي إلى الفساد وارتكاب المعاصي عن طريق دغدغة المشاعر، فالأفضل اجتنابها معبرا عن ذلك بالقول ''متى يكون داء النفس دواها.. إذا خالفت دواها كان داؤها دواها'' ليضيف ''من سمع تحقق ومن سمع تزندق فإذا ذكر الهوى فكل امرئ ما نوى'' ليخلص في الأخير إلى أنه لا مانع من استعمال اللحن الجميل في الأناشيد الدينية لاستمالة الشباب ودفعهم إلى التمسك بدينهم ''مادام أن الشباب يحب الموسيقى'' وذكر المنشد الفلسطيني هنا أنه شخصيا، أخذ لحنا لأم كلثوم في فيلم رابعة العدوية ووظفه في مديح ديني. على صعيد آخر، قال إمام المسجد الأقصى، وعضو فرقة أنوار القدس للابتهالات الدينية والمدائح النبوية، إن صوت المرأة في الأناشيد الدينية ظل هو الآخر مثارا للجدل والشد والجذب بين الفقهاء، وبين هذا وذاك، يقول الإمام المنشد إنه لا يرى مانعا من تؤدي المرأة أناشيد دينية ''لكن إن كان هذا الصوت مثيرا إلى الدرجة التي يحرك فيها الغرائز والشهوات فالأفضل الابتعاد عنه وتجنبه'' لكن، يضيف الشيخ عبد الكريم، ''لا أرى مانعا من أداء الأناشيد الدينية بصوت نسائي إن كان هذا الصوت قويا بالصورة التي لا تثير أي غريزة، أي أن يكون بقوة صوت الرجال ويدفع سامعه إلى التمسك بدينه والدفاع عنه فلا بأس في ذلك'' قبل أن يضيف بأنه ''كانت هناك منشدات في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وكن يدفعن المسلمين إلى الجهاد بأصواتهن القوية''. وعن بعض الأصوات الإنشادية النسوية التي لاقت شهرة كبيرة في الوطن العربي على غرار المنشدة الفلسطينية ميس شلش، قال الشيخ عبد الكريم ''إن تلك الأصوات كانت لها اجتهادات مشكورة عليها لكن يبقى القول إن هناك أصواتا إنشادية شبابية أجمل وأنقى من أصوات النساء''.