ضم العدد الجديد من المجلة نصف السنوية للمجلس الأعلى للغة العربية، العديد من البحوث والدراسات المتعلقة باللغة العربية وترقية استعمالها. وأبرزت الكلمة الافتتاحية للعدد الجديد وبمناسبة الذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال التحدي الذي رفعته الجزائر غداة استعادة السيادة في مجال تكوين الأطر البشرية وتشييد المؤسسات التعليمية لنشر العلم والمعرفة. كما تناول العدد الثامن والعشرون مداخلة محمد العربي ولد خليفة، وهو رئيس المجلس الشعبي الوطني الرئيس السابق للمجلس الأعلى للغة العربية خلال المؤتمر الدولي حول اللغة العربية تحت عنوان “العربية لغة عالمية بإشراف “اليونسكو” ببيروت 2012، إذ تطرق في موضوع “اللغة العربية في أوطانها وخارجها”، إلى العديد من النقاط من بينها واقع اللغة العربية في الجزائر، معتبرا أن “مستقبلها في البلاد العربية وثيق الصلة بالدالات الثلاث التي أشار إليها الفيلسوف محمد أركون، وهي أن تكون لغة دين ودولة ودنيا”. كما عرج في حديثه على اللغات الأجنبية في البلاد العربية متسائلا عما إذا كانت نافذة أم بديلا. وتضمن العدد أيضا أبحاث متنوعة تركزت حول علم النحو العربي وعلم اللسانيات، فجاءت مساهمة نخبة من الأساتذة الجامعيين لتثري اللغة العربية من حيث علومها كموضوع “منهج النحو بين القدامى في دراسة الصوتيات” للأستاذة فرح ديدوح من جامعة تلمسان، وموضوع “الدرس النحوي” للأستاذة بوخاتمي زهراء من جامعة سيدي بلعباس. وعالجت الأستاذة سميرة جداين من جامعة تلمسان موضوع “خصائص المدرسة النحوية الأندلسية”، مشيرة إلى فضل علماء النحو في المشرق والمغرب وخاصة في الأندلس الذين اتبعوا طرقا عدة لتيسير علم النحو. كما تضمن العدد أيضا مداخلة للدكتور عبد الجليل مرتاض من جامعة تلمسان بعنوان “إشراقات لسانية حديثة في القرآن”، بالإضافة إلى نصوص حول الترجمة منها “ترجمة الاستعارة في رواية تاغست للقديس أوغسطين في الجزائر” للدكتور بوجمعة شتوان من جامعة تيزي وزو، و”الترجمة الآلية” للأستاذ صديق بسو من سطيف ومما جاء فيها أن “الباحث العربي مثلا والذي لا يحسن اللغة الإنجليزية يكون قد حرم نفسه من أكثر من 50 بالمائة من الرصيد العلمي والتكنولوجي، فضلا عن النسبة المتبقية والموزعة على باقي اللغات”. وخصص العدد دراسة للبنية السردية في رواية “ذاكرة الجسد” لأحلام مستغانمي أعدتها الباحثة يحياوي زكية من جامعة تيزي وزو معتمدة على بنية الزمن في دراستها. من ناحية أخرى، أصدر المجلس الأعلى للغة العربية الطبعة الثانية من سلسلة “الهندسة الكهربائية”، لمؤلفها رضا أبو باديس أوهايبية، الذي عنون جزءها الأول ب”الكهرباء الساكنة والكهرباء المتحركة”، والثاني ب”الدارة الكهربائية”، والثالث ب”الكهرومغناطيسية”. وعالج الكاتب عبر هذه الأجزاء موضوع الكهرباء عموما، فتطرق في كل جزء إلى جانب من جوانب علم الكهرباء بعناية بالغة، كما تناول المواضيع بصفة تدريجية، وغالبا ما يوضحها بأمثلة وتطبيقات تيسّر للقارئ استيعابها، وبالتالي جعل الفائدة أشمل.