عطلت الولاياتالمتحدة بيانا تقدمت به الدول العربية في مجلس الأمن الدولي يدين تصعيد الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من تأكيد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون على التزام بلادها بضمان أمن إسرائيل، في حين تتواصل الجهود العربية والدولية للتوصل لاتفاق تهدئة كان من المفترض البدء بالعمل به ليلة أول أمس، لولا رفض تل أبيب بعض شروط المقاومة الفلسطينية. وارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية إلى 148 قتيلا وأكثر من 1100 مصابا منذ بدء العمليات العسكرية على غزة. وبررت المتحدثة باسم البعثة الأمريكيةبالأممالمتحدة أرين بيلتون تعطيل بلادها للبيان العربي بأنه “فشل في التعامل مع السبب الحقيقي لتصاعد القتال بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وهو الهجمات الصاروخية”، متبنية بذلك الرواية الإسرائيلية ومتجاهلة الرواية الفلسطينية التي تؤكد أن سبب تفجر الموقف هو إقدام إسرائيل على اغتيال أحمد الجعبري نائب قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، منتهكة الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية. ومن جانبه، أعلن السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن تهديد بلاده بالتقدم لمجلس الأمن للتصويت على قرار يدعو لوقف إ طلاق النار قد جرى تأجيله إلى حين الانتهاء من المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى هدنة في غزة. وكانت روسيا قد لوحت بالتقدم بهذا القرار لمجلس الأمن إذا عطلت أي من الدول الأعضاء بالمجلس البيان الذي تقدمت به الدول العربية، ملمحة بذلك للولايات المتحدةالأمريكية. وفي الأثناء، أدانت كل من الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا وإيطاليا الانفجار الذي استهدف حافلة عامة في شارع شاؤول حاميليش بتل أبيب وأسفر عن إصابة 17 إسرائيليا على الأقل ظهر أمس. وأعلن البيت الأبيض في بيان أن الولاياتالمتحدة “تدين الهجوم الإرهابي”، مضيفا أنها ستقدم “مساعدتها إذا اقتضت الضرورة لتحديد منفذي الهجوم وإحالتهم على القضاء”. وجدد البيان تأكيد “الالتزام الثابت (للولايات المتحدة) بأمن إسرائيل وكذلك صداقتها وتضامنها العميقين مع الشعب الإسرائيلي”. كما قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن روسيا تدين “العمل الإرهابي والمجرم” في تل أبيب، ونقلت عن وزارة الخارجية الروسية قولها في بيان إن موسكو تجدد دعوتها كافة الأطراف لوضع حد للصراع المسلح. وقال وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس “أدين بشدّة الهجوم الذي حدث للتو في تل أبيب واستهدف المدنيين، في الوقت الذي يجب بذل كل ما يمكن لتحقيق وقف لإطلاق النار”. ومن جهته، أشاد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري بالتفجير لكنه لم يصل إلى حد إعلان المسؤولية، ونقلت عنه وكالة “رويترز” قوله إن “حماس تبارك العملية وتعتبرها ردا طبيعيا على المجازر التي ارتكبها الاحتلال. إنها رد فعل طبيعي على قتل إسرائيل لعائلة الدلو وقتل المدنيين الفلسطينيين”. وعلى صعيد التحرك الدولي للتوصل لتهدئة، بحثت وزيرة الخارجية الأميركية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله سبل تهدئة الأوضاع بغزة، وذلك قبل توجهها للقاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين الذين يقودون جهود الوساطة بين طرفي الصراع. وحملت كلينتون ما وصفتها ب”المنظمات الإرهابية” في غزة مسؤولية شن الهجمات الصاروخية على المدن والبلدات الإسرائيلية. وهو الموقف الذي رفضته حماس واعتبرته انحيازا غير مقبول إلى جانب إسرائيل، كما حملت واشنطن مسؤولية “الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني”. ومن جهته، قال نتنياهو مخاطبا كلينتون “إذا أمكن التوصل إلى حل طويل الأمد بالوسائل الدبلوماسية فأنا أفضل ذلك، ولكن إذا لم يحصل ذلك فأنا على ثقة بأنكم ستتفهمون أن إسرائيل ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبها”. من ناحية أخرى، شن تسفي مزائيل، السفير الإسرائيلي السابق في مصر، هجوما عنيفا على السياسة الخارجية للرئيس المصري محمد مرسي تجاه إسرائيل واتهمه بأنه “وسيط غير نزيه” في المفاوضات الجارية مع حماس، من أجل وقف إطلاق النار. وكتب مزائيل مقالاً في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية “إن تصرفات الرئيس محمد مرسي، يجب أن تطلق تحذيرا لحكومة إسرائيل، حتى لو نجحت مصر في التوصل إلى وقف إطلاق النار”. ووصف الرئيس مرسي بأنه “دبلوماسي مبتدئ، وأنه يتصرف بناء على مشاعر العداء لإسرائيل، وخرق بشكل فج 3 بنود من معاهدة تعهدت فيها كل من مصر وإسرائيل، بألا تهدد إحداهما الأخرى وألا تحرض عليها”.