عبرت الكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق عن غضبها من التهجمات المجانية التي تتعرض لها في الفترة الأخيرة، وقالت عبر صفحتها في موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي “أفكر أن أضع على كتبي عبارة (ممنوع لمن هم أقل من 40 سنة!).. سن النضج عندنا يأتي متأخرا جدا”. وعلق أحدهم على هذا الكلام قائلا “إذن لن يقرأ كتبك أحد لأنه الخيانات الزوجية والمشاكل النفسية”، فردت الكاتبة “ستقل الشتائم الموجهة لي..، أو ربما أعتزل الكتابة أفضل.. أشعر بلا جدوى الكتابة باللغة العربية.. إنها تؤذي الكاتب أكثر مما تفيده وتفيد غيره.. كل شيئ يقرأ بالمقلوب”. وقالت أيضا تعقيبا على تعليق “الكلاب تعوي والقافلة تسير” إن “الكلاب لم تعد تعوي.. أصبحت تنهش.. أتساءل أحيانا متى سيكبرون.. لكني أرى مجتمعاتنا تتوحش، وتمشي بعمى غير طبيعي نحو الهاوية”. وكانت الفاروق، واسمها الأصلي فضيلة ملكمي، من مواليد منطقة “آريس” بباتنة، ومقيمة حاليا في بيروت، قالت في تصريحات سابقة لموقع “أورو نيوز” الإخباري إنها تعمل على إيصال صوت المرأة الجزائرية والعربية دون تحفظات يمكن أن تسمى “طابوهات”. وأوضحت أيضا “صحيح أنني سلطت الضوء على الاغتصاب باعتباره ظاهرة موجودة ، فلماذا نتستر عليها، وهذا الاغتصاب يأخذ أنواعا مختلفة، أنا شخصيا عملت على هذا الموضوع من خلال معايشة واقعية، حيث كنت في الجزائر مهتمة جدا بالنساء المغتصبات وكنت أنقل أصواتهن إلى من يهمه الأمر وإلى المعنيين.. لكن لما فقدت الأمل رأيت أن الكتابة هي أحسن سلاح وأنجع طريقة لإيصال أصوات المسحوقات ممن لا يتحدث عنهن ويتكتم على قضاياهن”. وقالت الكاتبة أيضا “كنت ثائرة على التقاليد البالية وعلى المعتقدات الفجة وصورتها فنيا من خلال صياغة سردية تتداخل فيها البنى اللغوية المحبوكة بجمال السرد وبنياته مع البنى الفكرية اللصيقة بالواقع المعاش، هنا تكمن جمالية الأدب وروعة الفن، الفن من أجل الفن والأدب من أجل الأدب لا غير.. الصور التي تتردد في تضاعيف كتبي ومصنفاتي ما هي سوى تجسيد للتصوير النابع من معايشة سوسيولوجية.. لكن المعايشة أخذت أيضا منحى شخصانيا حيث كنت أنا لب الحدث ومحور الرؤية الإبداعية وجسدت هذا في روايتي الأخيرة أقاليم الخوف، حيث أثرت موضوع الطائفية والصراعات السياسية والاجتماعية في لبنان حين كنت تلميذة في المدرسة كنت أعاني من تمييز ضدي لأنني كنت أتحدث بالبربرية أو الشاوية وألحن كثيرا حين أتكلم العربية”، على حد تعبيرها.