أيمن. س/ وكالات بدأ الرئيس السوري، بشار الأسد، الاستعداد لمرحلة ما بعد سقوط دمشق، والخيارات المتاحة بعد ذلك، حيث يعتزم الهروب من العاصمة السورية إلى مدينة ساحلية سيدير منها معركته الأخيرة، بحسب آخر التسريبات الواردة من هناك. ونقلت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية عن مصدر روسي قوله إن خطة هروب الأسد من دمشق بعد سقوطها في أيدي الثوار تتضمن “في أسوأ الأحوال” الانتقال إلى “بلدة علوية ساحلية” مطلة على البحر المتوسط، حيث سيخوض من هناك آخر معاركه في سوريا. ويعيد هذا إلى الأذهان سيناريو هروب العقيد الليبي معمر القذافي من العاصمة طرابلس إلى بلدة “بني وليد”، وتنقله من مدينة إلى أخرى من تلك التي يسكنها مؤيدون له، ما يعني أن الأسد ربما يتبنى نفس أسلوب القذافي في مرحلة ما بعد سقوط العاصمة في أيدي الثوار. وذكرت الصحيفة البريطانية أن المصدر الذي كشف لها خطة هروب الأسد من دمشق، كان التقى الرئيس السوري شخصياً عدة مرات خلال الثورة التي بدأت في شهر مارس 2011. وقال المصدر الروسي إن القوات التابعة للرئيس الأسد قد تواصل القتال لعدة شهور قادمة حتى في مرحلة ما بعد سقوط دمشق، وذلك عبر استغلال التضاريس الجبلية الصعبة، وكذلك بغطاء ومساعدة من بعض السكان المتعاطفين والمؤيدين للأسد. وأضاف المصدر “الأمريكيون يعلمون أن الموالين للأسد يتمتعون بتدريب جيد، ولديهم معدات جيدة، لكن ليس لديهم خيارات سوى مواصلة القتال من أجل نهاية أفضل”، مشيراً إلى أن روسيا لن ترسل أي قوات للقتال على الأرض من أجل دعم أي طرف في الصراع بسوريا. ونقلت “صنداي تايمز” عن مصادر استخبارية في الشرق الأوسط ما يؤكد أن الأسد يستعد لخوض معركته الأخيرة في “قرية علوية على ساحل المتوسط”، حيث تقول المصادر الاستخبارية إن “سبعة كتائب على الأقل من المقاتلين الموالين للأسد، ومعهم صاروخ باليستي واحد على الأقل، انتقلوا إلى منطقة علوية، في وقت مبكر من الشهر الحالي”، وأشارت المصادر إلى أن “واحدة من هذه الكتائب على الأقل تم تسليحها بالأسلحة الكيماوية”. وتقول المصادر إن القوات التابعة للأسد زرعت الألغام على طول الطرق المؤدية إلى المناطق الحدودية، ونشرت قوات خاصة من النخبة لمراقبة هذه الطرق في محاولة لتأمين مناطق معينة. وكانت قوات الأسد قد فرضت طوقاً حديدياً خلال الأيام القليلة الماضية على كل من دمشق وحلب في محاولة لمنع تقدم الثوار، وتأخير سقوط هاتين المدينتين. من ناحية أخرى، أعلن مدير العلاقات العامة في المخابرات العامة السورية علاء الدين الصباغ انشقاقه عن النظام السوري وانضمامه للثورة على نظام الرئيس بشار الأسد. وتلا الصباغ بيانا جاء فيه “في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الثورة السورية المباركة، أعلن أنا علاء الدين الصباغ مدير العلاقات العامة في إدارة المخابرات العامة السورية انشقاقي عن النظام الأسدي المجرم وانضمامي لركب الثورة السورية العظيمة”. وكشف الصباغ الذي أظهر بطاقته العسكرية، أنه كان على علاقة بالثوار على النظام السوري، وتابع “يعرف إخواني الثوار أنني كنت في خدمة الثورة خلال عملي”. وقال أيضا “أما اليوم فعلى الجميع أن يعلنوا انحيازهم لثورة الشعب السوري، وأناشد الضباط من مختلف الأجهزة الأمنية والسفراء والوزراء المفوضين والعسكريين والدبلوماسيين والملحقين العسكريين الذين درستهم ويعرفونني جيدا أن يلتحقوا بركب الثورة فلم يعد هناك وقت للانتظار”. وأكد الصباغ أن “الثورة تفتح بابها للجميع قبل سقوط النظام بشكل كامل، فهذا النظام ميت سريريا ولم يبقَ سوى رفع الأجهزة عنه”.