نجح صباح أمس عمال شبه الطبي الذين يفوق عددهم 100 ألف عون في شل أغلب المستشفيات والقطاعات الصحية بنسبة 90 بالمائة، مما تسبب في تأجيل المئات من العمليات الجراحية عبر المستوى الوطني باستثناء الاستعجالية. بلغت نسبة الاستجابة لإضراب الثلاثة أيام الذي شرع فيه مستخدمو السلك شبه الطبي، 90 بالمائة عبر المستوى الوطني مع تسجيل نسبة قياسية بلغت 98 بالمائة بالعاصمة وولايات الوسط، وقد سمحت الزيارة التي قادتنا أمس إلى المؤسسة الاستشفائية حسن بادي بالحراش مصلحة طب وجراحة الأطفال ومصلحة أمراض النساء والتوليد بالوقوف على الشلل الذي أحدثه إضراب شبه الطبي، حيث اعتصم المحتجون بمآزرهم البيضاء خارج المؤسسة الاستثفائية. وقال ممثل النقابة بمصلحة طب وجراحة الأطفال زموري مراد ، إن نسبة الاستجابة للإضراب بلغت 98 بالمائة مع ضمان الحد الأدنى من الخدمات، علما أن جميع العمليات الجراحية المبرمجة اليوم وغدا سيتم تأجيلها بسبب الحركة الاحتجاجية باستثناء الاستعجالية، علما أن عدد العمليات المبرمجة يوميا يقدر بحوالي 12 عملية جراحية. واستنكر المحتجون الذين تحدثنا إليهم أمس بشدة، سياسة تعامل الوزارة الوصية مع ملف شبه الطبي، خاصة ما تعلق بتطبيق القانون الأساسي وتمكين شبه الطبيين من الاستفادة من منح العدوى والمسؤولية. من جهته، أكد غاشي الوناس رئيس نقابة شبه الطبي، نجاح الإضراب في يومه الأول بالرغم من مضايقات الإدارة في بعض الولايات كبسكرة ومعسكر، مشيرا إلى توقف تأجيل الآلاف من العمليات الجراحية عبر مختلف مستشفيات الوطن، مؤكدا أن الإضراب سيتواصل ولن يتم توقيفه إلا بتلبية المطالب المرفوعة. وأشار غاشي إلى أن تعفن الوضع وصل إلى درجة لا يسكت عنها، حيث إن الموظفين يعانون التهميش والاحتقار، مؤكدا أنه لن يتم توقيف الإضراب إلا في حال رضوخ الوصاية والشروع في تطبيق المطالب على أرض الواقع. وأشار المتحدث إلى أن الترقيات بالنسبة لشبه الطبيين لا تزال مجمدة ولم تطبق، حيث لم يتمكن العديد من الشبه طبيين الذين استفادوا من تكوينات من الالتحاق بمناصبهم لرفض مسؤولي المؤسسات الصحية تنصيبهم وتلاعبهم بالعملية، وعدم استفادة الأعوان من منحة العدوى، والمناوبة، وظروف العمل ووسائل الحماية من المواد الكيميائية وأثارالعلاج بالأشعة، وعدم تطبيق القانون الخاص الجديد من طرف بعض مدراء المستشفيات. كما انتقد غاشي بشدة التجاوزات الصادرة عن بعض مدراء الصحة الذين يمارسون مضايقات وتعسفات على ممثلي النقابة، محذرا من استمرار التذبذب والتأخر الحاصل في الأجور، حيث إن عملية صب الرواتب تتأخر لمدة شهرين ولا يتم صرفها في نفس المدة للجميع، ما يفسر حالة الفوضى التي يعيشها القطاع يضيف المتحدث. ودعا الى ضرورة احترام دفتر الشروط الخاص بتكوين شبه الطبيين لدى وزارة التعليم العالي واحترام بنود الاتفاقية التي تم التوقيع عليها في إطار اللجنة المشتركة لتفادي المزيد من الاحتجاجات في القطاع. وجدد المتحدث تأكيده أن مستخدمي شبه الطبي لن يتراجعوا عن خيار تصعيد حركتهم الاحتجاجية في حال عدم تلقي رد مقنع من الوزارة الوصية، لأن الإخلال بالمقترحات يعني الاستمرار في سياسة “الاستهزاء" التي لن يتم السكوت عنها، مشيرا إلى أنه سيتم الدخول في إضراب دوري لمدة ثلاثة أيام أسبوعيا، ابتداء من جانفي المقبل في حال بقاء الأوضاع على حالها.