طغت معاني الحرص على أن يكون المؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم، مؤتمرا سياسيا بامتياز، بعدما كانت المؤتمرات السابقة يطغى عليها التنافس لرئاسة الحركة، مما كان يجعل من كل المؤتمرات السابقة التي أعقبت وفاة المؤسس مجرد مؤتمرات أشخاص، حيث ارتفعت الأصوات الحمساوية الداعية إلى ضرورة إعطاء الجانب السياسي في المؤتمر المقبل حقه من خلال دراسة مشروع السياسة العامة، باعتباره مدخلا أساسيا لمناقشة كل الأوراق الأخرى على ضوء التحولات التي استجدت في الجزائر. وحسب ما يتداول لدى أعضاء الحركة وقياداتها، فإنه من الضروري جعل المؤتمر القادم للحركة وليس للأشخاص، رغم بروز بعض المؤشرات على وجود تنافس على رئاسة الحركة بين بعض القيادات المختلفة الطرح بخصوص البقاء في الخط الجديد للحركة الذي اختارته مع بداية ما يعرف بالربيع العربي، أو العودة للخط السابق المتمثل في المشاركة الحكومية، حيث سيطرح كل فريق تصوراته على المؤتمر الذي سيدرس قضية المعارضة والمشاركة في الحكومة، ومن المنتظر أن تأخذ مسألة السياسة العامة للحركة، حصة الأسد من النقاشات داخل المؤتمر الخامس، والتي ستطرح في شكل أربع اوراق مستقلة تتناول بالتحليل مختلف الإشكاليات والتساؤلات التي رافقت مسار الحركة على طول مسيرتها النضالية على مدار 20 سنة، خاصة بعدما أحالت اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الصياغة النهائية للأوراق المرفقة مع السياسة العامة إلى اللجنة الفرعية لعرضها بصفة نهائية في اللقاءات القادمة. يذكر أن مشروع السياسة العامة اعتبرته اللجنة الوطنية مدخلا أساسيا لمناقشة كل الأوراق الأخرى، على اعتبار أن مناقشة وتحليل السياسة العامة في مقابل التحولات التي استجدت في الجزائر والمنطقة العربية وعلى الحركة على حد سواء، يقتضى وضع ملاحق لمشروع السياسة العامة بهدف مواكبة مايحدث في المحيط الوطني والإقليمي والدولي. وتضيف بعض قيادات حمس أنه استجدت منذ المؤتمر الأخير في سنة 2008، عدة تحولات لا بد أن ترافقها السياسية العامة للحركة خلال السنوات الخمس القادمة أفكار جديدة على شكل أوراق مرفقة تتعلق أساسا بالمقاربة السياسية، خاصة مع ما تسميه الحركة في أبجدياتها ب«فشل الإصلاحات" ودراسة تأثير ذلك على الحياة السياسية العامة. كما ستطرح وبقوة أيضا في المؤتمر المنتظر في السداسي الثاني من سنة 2013 مسألة الموقع السياسي، خاصة مع تبدل الموقف من المشاركة في الحكومة الى المعارضة. مع العلم أن هذا القرار تم اتخاذه على مرمى حجر من المؤتمر الذي يرسم السياسة العامة للحركة، وتضيف التوجهات العامة داخل الحركة حاليا إلى أن المؤتمر "سيد" وهو الذي يعطي الشكل المناسب لتوجه حمس على أن يناقش هذا التحول بعمق كبير. كما ستكون التحالفات وخاصة تكتل الجزائر الخضراء حاضرة في المناقشات. مع العلم أن هذا النقاش موجود الأن بحدة في أوساط الحركة، والذي تحوم حوله العديد من التساؤلات أهمها من المستفيد من التكتل، خاصة أن البعض يرى أن حمس تحالفت مع أحزاب "أقل تنافسية"، معتبرة أن هذه الأخيرة الأكثر استفادة من مجتمع السلم. وفيما يتعلق بالسباق نحو الرئاسيات في أفريل 2014، فإن قيادات الحركة ترى أنه من السابق لأوانه ومن الصعب أخذ موقف واضح قبل سنة من الاستحقاقات، بالإضافة إلى أن قوانين الحركة لا تفرض أن يكون المؤتمر هو من يرشح الفارس للرئاسيات، في انتظار أن يفصل في ذلك المؤتمر أثناء مناقشته ومصادقته على القانون الأساسي.