حسناء شعير أوضح مدير الثقافة لولاية قسنطينة جمال فوغالي في حديث ل«البلاد"، أن إعلان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألسكو" قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015 يعد استثناء لم يسبق له مثيل، وذلك لأن المنظمة التي تضم 22 دولة عربية وموطنها تونس، تشترط أن تكون عواصم الدول هي ذاتها عواصم للثقافة العربية، غير أن ما حدث هو أنها كسرت القاعدة هذه المرة باختيارها "مدينة الجسور المعلقة" عاصمة ثقافية عربية. وقال محدثنا إن الجزائر مقارنة بدول شقيقة؛ تعيش استقرارا أمنيا وتحتل مكانة دولية عظيمة أهلتها لتكون عاصمة للثقافة العربية للمرة الثانية بعد عام 2007، مضيفا أن "اختيار أم الحواضر كما يلقبها رئيس الجمهورية لتكون عاصمة ثقافية حلم كتب له أن يتحقق والجزائر تحتفل بمرور نصف قرن على استرجاعها لاستقلالها، وتحد يشبه ذلك التحدي الذي رفعه شهداؤنا لتحرير الوطن.. لذا أدعو كل العائلات القسنطينية والمجتمع المدني وكل وسائل الإعلام للمشاركة في إنجاح هذا العرس". ويرى فوغالي أن هذا الاختيار لم يكن وليد الصدفة، وإنما جاء بناء على دراية تامة لما تحويه هذه المدينة العريقة من معالم حضارية ومنشآت ثقافية وعلماء أجلاء جعلوا من اسم المدينة بارزا عربيا وحتى عالميا، مشيرا إلى أن التحضير لهذا الحدث الثقافي سيكون على قدم وساق خاصة أن قسنطينة اليوم تعد ورشة مفتوحة على مشاريع كبرى أهمها "الترام واي" والجسر المعلق الثامن الذي سمي ب«جسر الاستقلال"، بالإضافة إلى المشروع الكبير الخاص بالقطب الجامعي والذي سيتسع يوم افتتاحه ل85 ألف طالب، كما ستكون أغلب المرافق الثقافية جاهزة ومهيأة بما فيها قاعة "سينماتيك النصر" والمكتبات ومتحف "سيرتا"، إلى جانب المصادقة النهائية على المخطط الدائم للمدينة القديمة بالولاية. من ناحية أخرى، أقرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" توصية تتضمن إعلان مدينة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2015، وذلك في إطار أشغال الدورة ال 21 للمنظمة التي كانت افتتحت مطلع الأسبوع بالعاصمة تونس. وكانت الجزائر احتضنت مثل هذه التظاهرات على غرار الجزائر عاصمة للثقافة العربية لسنة 2007 وتلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2011 .