رأى المحلل الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إيريك تريجر، أن التحالف بين جماعة الإخوان المسلمين و«السلفيين" ضد ما يعرف بالقوى المدنية مهدد بعدم الاستمرار بالرغم من تأييدهم في الوقت الحالي للرئيس محمد مرسي، متوقعا أن يدخل الطرفان في معركة وشيكة على السلطة بسبب أيديولوجياتهم وسلوكياتهم المختلفة في تحقيق هدفهم المشترك، في بناء دولة على أسس إسلامية. ولفت تريجر في مقال منشور أمس، على موقع المعهد الأمريكي إلى أن الساحة السياسية المصرية ستشهد تنافسًا سياسيًا حادًا حول إقامة دولة دينية بين معسكر المعتدلين من الإخوان المسلمين، ومعسكر الأصوليين من السلفيين، مضيفا “سيعمل الإخوان على تطبيق الشريعة بشكل أكثر عملية من الناحية السياسية، وعلى الجانب الآخر سينتقدهم السلفيون بأنهم لا يطبقون الإسلام الصحيح". وأوضح أن الدستور الجديد يعزز إقامة حكم إسلامي في مصر، مشيرا إلى أن “الإسلاميين" سيطروا على كتابة الدستور الجديد، بما يسمح للدولة بحماية الأخلاق، والآداب العامة، والنظام العام، ويمنح فرصة كبيرة للإسلاميين للتدخل وإقامة سلطتهم. وتوقع تريجر أن مستقبل مصر يتجه نحو “أسلمة الدولة" في ظل طبيعة المجتمع المصري المحافظة وافتقار التيار غير الإسلامي إلى الحشد والتعبئة، مشيرا إلى أن التيار المعارض من غير الإسلاميين سيواجه صعوبة في تشكيل جبهة معارضة منظمة وقوية بسبب إشكاليات أيديولوجية وتنظيمية، ومع ذلك فإنهم لن يختفوا من الساحة السياسية. وذكر أن “السلفيين" لا يتفقون بشكل كلي مع كل قرارات مرسي، بما فيها المادة الثانية من الإعلان الدستوري التي حصنت قراراته من الطعن عليها، موضحا أن الزعماء “الإسلاميين" الأكثر تشددا اختاروا التحالف مع الرئيس الإسلامي الأقل تشددا مقابل المعارضة العلمانية من أجل تحقيق هدفهم بوضع الشريعة أساسًا للدستور الجديد. واستطرد تريجر قائلا إن “الصراع الوشيك بين الإخوان والسلفيين سيدفع التيار الإسلامي المعتدل من الجماعة إلى اتخاذ سياسات أكثر تطرفا"، موضحا أن عملية كتابة الدستور برهنت على أن “السلفيين" قادرون على فرض أفكارهم في مثل هذه المعارك الأيديولوجية. وأوضح أن كلا من التيارين “الإسلاميين" سيعملان على جذب أنصار جدد لهما، وسيعملان بشكل أساسي على كسب حلفاء جدد لهما من الجيل الجديد. من ناحية أخرى، قال البابا تواضروس الثاني، بابا الأقباط في مصر، إنه يرفض دعاوى الانفصال، وتأسيس دولة قبطية في مصر، التي يروّج لها بعض الأقباط في المهجر. وفي حوار مطول مع وكالة الأناضول للأنباء ينشر هذا اليوم، قال البابا تواضروس، الذي تم تنصيبه بطريركًا لأقباط مصر “الأرثوذكس" في نوفمبر الماضي، إن “من يروّج لذلك مختل، وكلامه غير صحيح، فالكنائس والأديرة منتشرة على طول مصر، والكنيسة جزء لا يتجزأ من مصر، التي لن تتقسم، وستظل موحدة منذ عهد الفرعون مينا وإلى الأبد".