لا تزال بلدية الميهوب في أقصى شرق ولاية المدية على بعد 120 كلم على الحدود مع ولاية البويرة تنعى مشاكلها التي طالت وطالت معها معاناة مواطنين دامت لسنوات دون أن تلقى التفاتة مسؤولة من شأنها إخراجهم من جحيم المعاناة إلى جنة الحياة الكريمة التي باتت حلما بعيد المنال ويتجاوز تعداد سكانها ألف نسمة حسب آخر إحصاء. موزعين على 19 قرية أهمها أولاد سيدي العوفي بن يحيى، أولاد حمو، سنغوة والمطارفة. أزمة العطش.. تعصف بمداشر البلدية في عز الشتاء وحسب شكوى تلقت ”البلاد” نسخة منها، يطالب سكان مداشر وقرى بلدية الميهوب، بإنهاء رحلة العطش والتهميش التي عايشوها منذ استقلال البلاد، ويتعلق الأمر بقرى بروني، أولاد بومناد، التقرارة، الخلايفية، السمايدية، أولاد بن احميدة، اولاد مبارك، أولاد حمو القعدة، أولاد بن الصغير، العبايدية، رحات علال وأولاد عزة التابعة إداريا لبلدية الميهوب ذات الحدود مع ولاية البويرة ببلدية قرومة التابعة لدائرة الأخضرية، حيث نقطة سد كدية أسردون بوادي يسر والذي ستنتهي به أشغال الإنجاز في حدود نهاية المخطط الخماسي الثاني. ويضيف نص الشكوى على لسان سكان القرى المذكورة أن المنطقة تفتقر إلى مصادر مياه الشرب والاستعمالات الأخرى، مما يضطرهم إلى التزود من ينابيع الوديان الموسمية ومن العيون التقليدية غير الصحية، إذ لم تعرف بيوتهم شيئا اسمه الماء المعالج على الإطلاق، والتي لم تعد تلبي حاجيات سكان هذه القرى لتراجع مياهها بسبب الجفاف المتكرر، وأن رحلة جلب الماء من طرف الأطفال أتعبتهم كثيرا وطول أيام السنة، إضافة إلى التكاليف الباهظة لصهاريج الماء المشترى بمبالغ تفوق 700 دج للصهريج، إن لم نقل منعدمة تماما ببلدية الميهوب لتميزها بالطابع الفلاحي. يحدث هذا في الوقت الذي تستفيد فيه المنطقة من مشروع العصر بشمال البلاد المتمثل في مشروع كدية أسردون، وهو ما اعتبروه الحل الأمثل والنهائي للقضاء على حالة العطش المزمنة التي يعيشها سكان القرى بهذه البلدية، لاسيما أن منطقة “بروني” هي أعلى منطقة ببلدية الميهوب إذ تبلغ 883م من على مستوى سطح البحر، وهي المكان الأنسب لإقامة خزان لتزويد كل المداشر المذكورة دون حاجة إلى محطات ضخ أخرى. بلدية خارج قطار التنمية في لقائنا مع سكان البلدية، أكد محدثونا أن بلدية الميهوب لم تستفد منذ سنين من مشاريع باستثناء التربوية منها، على غرار ثانوية جديدة وهو ما من شأنه إنهاء أزمة تنقل التلاميذ إلى ثانويات العزيزية وتابلاط، فضلا عن استفادتها من من مشاريع التدفئة المركزية وبناء مطاعم. وفيما يخص السكن فقد انطلقت أشغال بناء 120سكنا لامتصاص السكن الهش حيث أحصت المصالح التقنية 824 سكنا هشا، بينما تم توزيع أزيد من 350 حصة من سنة 2003 إلى 2010 وتبقى حوالي 300 ملف برخصة البناء قيد الدراسة. الميهوب… وأزمة اسمها الطريق بالرغم من انطلاق مشروع تعبيد الطريق الولائي رقم 96 الرابط بين بلدية الميهوب الطريق الوطني رقم 8 على مسافة 10.5 كلم، إلا أن الطرق الريفية لم تخرج من إطارها المزري مسببة حالة من العزلة لاسيما مع كثرة المسالك والمداشر حيث قامت البلدية بوضع دراسة تقنية وجيوتقنية لنحو 36 كم لفك العزلة عن القرى في انتظار التفاتة السلطات الولائية لهذه المشاريع. غياب المرافق يؤرق شباب المنطقة تبقى معاناة فئة الشباب متواصلة في ظل عدم برمجة دار شباب من شأنها احتواء الفراغ الرهيب الذي وسم يومياتهم وجعلهم يستنجدون بالمقاهي وطاولات الشطرنج، في انتظار إنجاز وتهيئة الملعب البلدي الذي يخضع لعملية تسييج وتهيئة حيث خصصت البلدية ميزانية 103 ملايير سنتيمم من أجل إعادة تهيئته بهدف إعادة الفريق الرياضي إلى المنافسة. لتبقى معاناة البلدية مستمرة وسط وعود منتخبين جدد بإصلاح الوضع عبري حفيظة