كشف رئيس بلدية مدينة غاو المالية سعدو ديالو عن أن المسلحين المتطرفين في مالي تلقوا شحنات من دول في الخارج من ضمنها قطر. وقال ديالو، رئيس بلدية المدينة التي حررت من المقاتلين، في حديث تلفزيوني إن الإسلاميين المتطرفين في مالي يتلقون أسلحة وأموالا من الخارج ومن حلفائهم قطر التي ترسل لهم باستمرار طائرات محملة. وأوضح أنه بدون هذه المساعدات بما فيها المادية لما استطاع هؤلاء السيطرة على غاو وغيرها من مدن الشمال في البلاد طوال هذا الوقت. ويرى خبراء كثيرون أن قطر تحاول أن تزيد من نفوذها في شمال إفريقيا ودول الساحل الإفريقي، لتستطيع منافسة السعودية في تأثيرها على العالم الإسلامي، كما تحاول حسبهم من خلال تمويلها لهذه المجموعات تشكيل أوراق ضغط ضد دول إفريقية وعربية وأوروبية، لتستعملها لاحقا في ميادين وساحات دولية أخرى، أو لاكتساب نفوذ في هذه الدول، خاصة أن الإمارة الغنية تدخلت في وقت سابق في دارفور في السودان، حيث توسطت بين حكومة البشير والمتمردين، وتدخلت أيضا في أفغانستان من خلال الوساطة بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان التي افتتحت مؤخرا مكتب تمثيل في العاصمة القطرية الدوحة، كما تتدخل قطر في الصومال وفي مناطق نزاع وتوتر أخرى. وبعد سقوط تمبكتو في يد القوات الفرنسية، قام مئات الماليين صباح الثلاثاء بنهب متاجر يمكلها على حد قولهم عرب وطوارق متهمون بأنهم “إرهابيون" متحالفون مع المقاتلين المتطرفين الذين احتلوا هذه المدينة التاريخية في شمال مالي على مدى عشرة أشهر، بحسب وكالة فرانس برس. وقام الحشد المؤلف من أشخاص في غاية الفقر على ما ظهر عليهم، بنهب مخازن أكدوا أنها تعود ل«عرب" وطوارق يتهمونهم بأنهم ساندوا المجموعات المتحالفة مع تنظيم القاعدة في المدينة التي استعادت القوات الفرنسية والمالية السيطرة عليها الاثنين، وفي بعض المحلات تم العثور على ذخائر وأجهزة راديو عسكرية غداة سيطرة الجنود الفرنسيين والماليين على تمبكتو. لكن القسم الكبير من السكان كان منشغلا بالاستيلاء على كل ما عثروا عليه من تلفزيونات وأغذية وقطع أثاث، وكان البعض يتشاجر لانتزاع إغراض والبعض الأخر يخلع أبواب المحال التجارية ويفرغها من محتوياتها في دقائق. وفي حي اباراجو أخرج حشد من الناس يحملون العصي رجلا كان يقيم في مصرف سابق حوله المتمردون إلى “مركز للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ونهبوا كل محتوياته، وأوقف الجيش المالي المنتشر في المدينة الرجل الملتحي الأربعيني بعد أن انسحب الجنود الفرنسيون إلى ضواحيها. وقال جندي مالي “إنه إسلامي". وصاح رجال ونساء أحاطوا بالعسكريين “ليس من المدينة! انه إرهابي!". واضطر الجنود إلى تصويب سلاحهم إلى الحشود لمنعهم من قتل الرجل. وظهرا وصلت دورية من الجنود الماليين إلى المكان وأوقفت عمليات النهب. وقال ضابط مالي “لن نسمح للناس بالنهب. لكن تم فعلا العثور على ذخائر في بعض المحال" حسب وكالة فرانس برس. وطلبت منظمة هيومن رايتس ووتش في وقت سابق من السلطات المالية اتخاذ “تدابير فورية لحماية كل الماليين من الأعمال الثأرية" مشيرة إلى “المخاطر المرتفعة من حصول توترات اثنية" في شمال مالي. وبعد غاو وتمبكتو، باتت الأنظار تتجه إلى كيدال في أقصى شمال شرق مالي، وثالث كبرى مدن الشمال على بُعد 1500 كلم من باماكو. وذكر مصدر أمني مالي أن المسؤولين الرئيسيين في المجموعات المسلحة لجأوا إلى الجبال في كيدال حيث تعرضت مواقعهم للقصف السبت الماضي، من قبل الطائرات الفرنسية. وأكد متمردون طوارق من الحركة الوطنية لتحرير أزواد في بيان أن مدينة كيدال باتت تحت سيطرتهم. وأضافوا أنهم لا يريدون مواجهة مع الجيش الفرنسي ولا مع قوة التدخل الإفريقية بل انهم يريدون “حماية السكان من تجاوزات الجيش المالي".