منعت السلطات في باريس نشر وتوزيع كتاب المؤلف الفرنسي بول إيريك بلانرو ''ساركوزي، إسرائيل واليهود'' الذي يتهم فيه الرئيس الفرنسي بخدمة الكيان الصهيوني وقصر الإيليزيه بالانحياز لتل أبيب. ويقول بول إيريك بلانرو في كتابة الصادر حديثا ببلجيكا إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ''منحاز انحيازا كاملا لإسرائيل ومدافع عن سياستها ويتعمد دوما الخلط في خطاباته وتصريحاته، بين اليهودية والصهيونية وصولا إلى اتهامه كل من ينتقد إسرائيل بأنه معاد للسامية''. واعتمد بلانرو في تحليله لعلاقة ساركوزي بإسرائيل، على أكثر من 700وثيقة ومرجع، وبعد إنهاء كتابه سلم مخطوطه للعديد من دور النشر الفرنسية التي رفضت طباعته في حين أحيط الكتاب بتعتيم إعلامي كامل في باريس وتجاهلته كل وسائل الإعلام حتى بعد صدوره في بلجيكا، كما منع توزيعه في فرنسا. وأمام هذه السابقة الأولى من نوعها في بلد يتغنى بحرية التعبير، نشر محامي الكاتب جان باستردي دومون بيانا ذكر فيه أن المؤلف بول إيريك بلانرو وجد نفسه مضطرا إلى طبع كتابه خارج فرنسا بعد رفض الناشرين الفرنسيين له، كما أن الموزع رفض قبول توزيع الكتاب في فرنسا. وطالب المحامي، وفقا لما أوردته صحيفة ''الاتحاد'' الإماراتية، بأن ''يبقى حق الفرنسيين في الإطلاع على الحقائق المخفية عنهم أمرا بديهيا''. ويكشف الكتاب، وفق المصدر السابق، عن الشبكة التي تعمل في فرنسا لصالح إسرائيل والتي تخدم إستراتيجية محددة تتمثل في الدفاع عن مصالح الدولة العبرية، ومهاجمة وتشويه سمعة كل من ينتقدها أو يعارضها، كما يعري المؤلف أسلوب عمل هذه الشبكة ومكامن قوتها وسر نفوذها في مختلف الأوساط السياسية والثقافية والإعلامية والأكاديمية والاقتصادية. ويوضح المؤلف أن وضع اليهود في أمريكا، مختلف عن وضعهم في فرنسا، حيث يقول إن وضع اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة أصبح واقعا مقبولا لدى جانب كبير من الرأي العام وكبار الأكاديميين الذين خصصوا له دراسات متعمقة، ولكن في فرنسا الأمر مختلف، فاليهود الفرنسيون منقسمون في مواقفهم إزاء السياسة الإسرائيلية والفرنسية الواجب اتباعها إزاءها، ثم إن الشبكة المساندة لإسرائيل في باريس اعترضتها إلى غاية سنة 2007مقاومة من ''الديغوليين'' وبعض كبار السياسيين. وهنا يعبر الكاتب عن رأيه في علاقة نيكولا ساركوزي بالدولة اليهودية، واستنتج أن هذا الأخير موال لإسرائيل ومساند لسياستها، وذلك خلافا لجاك شيراك أو الجنرال ديغول مؤسس الجمهورية الفرنسيّة الخامسة، مبينا أن العقبات التي كانت تواجه اللوبي الإسرائيلي في فرنسا قد زالت منذ تولي الرئيس الحالي السلطة، مؤكدا أن ساركوزي أصر على أن يكون في سياسته الخارجية، خادما لمصالح إسرائيل في وقت كان نيكولا ساركوزي قد صرح لدى توليه منصبه سنة 2007أنه لا يخضع إلى اللوبيات مهما كان لونها وشكلها أو توجهها.