أزمة حركة الإصلاح خرجت من دائرة صراع الشيخ جاب الله مع الشاب جهيد يونسي الذي نزع عنه عمامته وإمامته، إلى زلزال قاده الخليفة المتأنق بولحية الذي خلع نفسه من كرسي الإصلاح ليعترف على مضض أنه ليس آخر واحد يُخدع ويُلدغ من جحر واحد أكثر من مرة واللادغ جهيد والملدوغ ليس بولحية ولا جاب الله، ولكنه إصلاح ما يسمونه ساسة إسلامين عجزوا أن يكونوا يوما ما قطبا وجسدا واحدا إذا اشتكى منه بولحية تداعي له بقية الأطراف بالسهر والحمى.. مرة أخرى، تبرهن نزوات الزعامة والإمامة والأنا أن قطب الإسلام السياسي مجرد تفقع منتفخ بهواء ساخن بمجرد أن تتنفس عليه ريح التسلط والتفرد حتى ينفجر فلا فقاعة ولا تماثيل شمع ولا إسلاميين ثابتين في مواقفهم وقواعدهم، وكل يوم هزيمة وكل ساعة نفس السكين بنفس الأيادي الباسقة والفاتحة تفجر ذاتها من أجل ذاتها، فبولحية أقال نفسه من مركب قرصنه من الشيخ جاب الله مخلفا وراءه اتهاما بأنه هرّب المركب من قبطان بلحية رثة وعباية متواضعة باتجاه ملاح إسلامي شاب أول غزوة قام بها أن أعلن أنه القبطان وغيره المبحرون في سفينة ترشحه.. حال الإسلامين فضحته أزمة الإصلاح مرة عاشرة وعشرين ومشكلتهم الأبدية أنه تحت كل عباءة دين يختفي طامح وطامع سياسي يتهم غيره بالتسلط والتفرد وإذا ما اعتلى الهودج وأصبح هو الإمام الأكبر، فإن معارضته أو الطعن فيه تعديا على الدين والدنيا فهو الزعيم وغيره الأتباع والأشياع والسمع والطاعة يا مولاي فقد حباك الله إماما وزعيما.. مادام هذا هو حالهم وذلك مآلهم في نهاية أي غزوة أو غارة، فإن على من يمثلون قطب التيار الإسلامي أن يقرأوا كتاب الدكتور سعيد سعدي ليتعلموا منه كيف أمكنه وهو أقلهم عددا وأضعفهم مكانة وأقربهم إلى الأرض بلاء من حماية عرشه من أزمات السقيفة وحروب صفين وهذا كافر وذاك جاحد ووحدي الزعيم المنزه الذي اختاره رب العالمين ليكون ظله في الأرض، وفي عرض المتنافسين المنتهك بطمعهم وهبلهم.