يعيش قطاع التربية بولاية سطيف هذه الأيام هزات ارتدادية عنيفة بسبب المشاكل المتكررة كل موسم وعجز القائمين عليه في بناء إستراتيجية شاملة للقضاء على النقاط السوداء في ولاية وصفت بحقل تجارب البرامج التعليمية المستوردة.وتشير المعطيات المتوفرة لدينا أن الاضرابات التي يقودها التلاميذ والأولياء على غرار الأساتذة والعمال بلغت ذروتها وجعلت واقع القطاع في الولاية يظهر بوجه شاحب للغاية، وفي هذا الإطار واصل تلاميذ متوسطة عين السبت التابعة إداريا إلى بلدية بني شبابة إضرابهم بعد تدخل أوليائهم وقيامهم بغلق المؤسسة تنديدا بالأوضاع التي يدرس فيها زهاء 470تلميذا وتلميذة. ولعل القطرة التي أفاضت كأس الغضب لدى هؤلاء هو انعدام التغذية بالمدرسة وكذا غياب الماء، ناهيك عن تدهور مبنى المتوسطة وانعدام النقل المدرسي وقد سبق لمدير التربية وأن وعد بالنظر إلى جملة هذه المشاكل، إلا أن الأصداء الواردة من بني شبانة تشير إلى أن الأوضاع ما زالت على حالها، نفس السيناريو تكرر بمتوسطة بارة السعيد ببلدية ماوكلان بالجهة الشمالية الغربية أيضا لما توقف التلاميذ عن الدراسة ل04 أيام كاملة تنديدا بانعدام الإطعام المدرسي واتهموا القائمين على شؤون التربية بممارسة التفرقة باعتبار أن المتوسطة القديمة ينعم فيها التلاميذ برغد العيش لتوفر مطعم؛ وطرح تلاميذ متوسطة بارة السعيد علامات استفهام بالجملة عن إسقاط البرنامج الذي كان الموسم المنصرم لما كان التلاميذ يوجهون لأخذ وجباتهم بالثانوية التي لا يفصلها عنها سوى جدار، متوسطة البلاعة بدورها عاشت إضرابا مماثلا لغياب الإطعام والنقل المدرسيين وهو ما رفع من خلاله التلاميذ لائحة مطالب للمديرية المعنية للتدخل وإيجاد الحلول وببلدية بوعنداس طالبت جمعية أولياء التلاميذ لإكمالية علي زرماني، بضرورة تنحية المدير في أسرع وقت ممكن، وحسب ما جاء في رسالة موجهة إلى مدير التربية، فإن هذا المدير تسبب بتصرفاته العشوائية في تحويل المؤسسة إلى ''بؤرة للتوتر'' واتهمت جمعية أولياء التلاميذ، المدير بعدم الانضباط من خلال ''ضربه عرض الحائط بكل أساليب الحوار، والتسيير الجماعي، وغياب دور المجالس في المؤسسة، وانعدام التكامل بين الأسرة التربوية، والتهرب من الاجتماعات وهي نفس الملاحظات التي توجه بها الأساتذة، في مراسلة موجهة إلى مديرية التربية، وقد سجلت جمعية أولياء التلاميذ، وأساتذة المؤسسة جملة من التجاوزات تتمثل في رفض المدير تطبيق تعليمة الوزير حول إعادة تلاميذ السنة الرابعة، ورفض انعقاد مجلس الأساتذة الاستثنائي، رغم أن القانون يتحدث عن عقده في بداية أكتوبر، عدم الشروع في توزيع منحة 3000دج حتى الآن، زيادة على رفض استخلاف أبناء المنطقة رغم وجود عدة تخصصات مودعة على مستوى الأمانة، إهانة الكثير من أولياء التلاميذ لدى استقبالهم ووصل الأمر إلى طردهم، التأخر في فتح مطعم المؤسسة إلى غاية يوم 04أكتوبر، رغم أن المطاعم الدراسية تم فتحها يوم 23سبتمبر، التأخر في عملية بيع الكتاب المدرسي. كما اتهمت جمعية أولياء التلاميذ، مدير المؤسسة بعدم مراعاة أحد رموز المنطقة، وهو مجاهد شقيق المجاهد علي زرماني، والذي تحمل المؤسسة اسمه، وذلك برفض المدير تسجيل ابنه في هذه المؤسسة، إلى غير ذلك من المآخذ ومنها وصفه للمساعدين التربويين ب''البيادق''. كل هذه الاضطرابات تشير إلى أن واقع القطاع بالولاية ليس على ما يرام ويعكس بالتمام النتائج السلبية التي حققتها نهاية الموسم الدراسي الفارط في مختلف الأطوار رغم الأموال الضخمة التي تصرف عليه.