أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن مصر هددت قبل ثلاثة أيام بتشديد إجراءاتها وخنقها قطاع غزة في حال رفض حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' التوقيع على ورقة المصالحة التي قدمتها القاهرةقالت المصادر إن القاهرة أرسلت رسائل مبطنة لحماس عبر شخصيات محلية وبتلميحات لوسائل إعلام مصرية وفلسطينية مختلفة تخبرها بأنها لن تسمح بسفر قيادييها عبر معبر رفح ولن تسمح لأحد من غزة بمغادرة القطاع وأنها ستغلق المعبر إلى حين موافقة الحركة على الورقة المصرية ''كما هي ودون أي تعديل''. وشددت المصادر على أن القاهرة أبلغت وفد حماس أنها لن تسمح بأي حال من الأحوال باستمرار ضخ المواد التموينية والبترول من مصر إلى القطاع المحاصر عبر الأنفاق، وأنها ستغلق هذه الأنفاق إذا لم توقع حماس على ورقة المصالحة. وذكرت المصادر أن السلطة الفلسطينية في رام الله طلبت من القاهرة التشديد على قطاع غزة لدفع حماس للتوقيع على ورقة المصالحة للوصول إلى انتخابات. وأشارت إلى أن حماس وضعت بحساباتها كل هذه التهديدات والإشكاليات وتدرس الورقة المصرية بتأن قبل أن ترد عليها رسميا اليوم أو غدا، وأن مجالسها السياسية في اجتماع شبه دائم لدراسة الموقف. وفي الأثناء، وقعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ''فتح'' أول أمس على المقترح المصري الجديد لاتفاق المصالحة الفلسطينية، في حين ينتظر أن تسلم حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' ردها عليه. وسلمت مصر التي ترعى اتفاق المصالحة، مقترحا جديدا للفصائل يقضي بأن يوقع عليه كل فصيل على انفراد، ثم ينعقد لقاء جامع للاحتفال بتوقيع جماعي بعد عيد الأضحى المقبل. وقال مصدر في حركة فتح إنها وقعت على الورقة المصرية وإن وفدا يترأسه عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد سيسلمها للسلطات المصرية لاحقا. وكان توتر أضيف أول أمس إلى العلاقة بين حماس ومصر، إذ اتهم الناطق باسم الحركة بغزة سامي أبو زهري المخابرات المصرية بتعذيب شقيقه يوسف حمدان أبو زهري في سجون مصر حتى وفاته.