عيسى -ب نجحت الجزائر في التعامل مع قضية استضافة عائلة القذافي على أراضيها رغم كل الضغوطات الخارجية التي مورست عليها. فبخروج العائلة من الجزائر بعد أكثر من سنة من لجوئها إلى بلادنا، تكون الجزائر قد حققت إنجازا ديبلوماسيا خاصة بعدما نجحت في التصدي لكل الضغوطات الخارجية التي انتقدت مسألة استضافة عائلة القذافي، لتؤكد فعلا أن نوايا الجزائر كانت إنسانية بالدرجة الأولى عكس ما كانت تروجه بعض الأطراف الأجنبية التي حاولت بكل الطرق والأساليب استعمال ورقة “عائلة القذافي" لإفساد العلاقات بين الجزائر والنظام السياسي الجديد في ليبيا. وبخصوص العلاقات الجزائرية الليبية، قال سفير الجزائر في تصريح لوكالة الأنباء الليبية الرسمية “إن العلاقات بين الجزائر وليبيا أقوى من أن تؤثر فيها مثل هذه الأشياء وأن أوضاعا ظرفية معينة حالت دون استمرار الجو العائلي والأسري بين الشعبين لوقت معين"، معربا عن “استعداد الجزائر للمساهمة في إعادة بناء الدولة وتحريك عجلة الاقتصاد الليبي". في سياق ذي صلة، فإن انتهاء أزمة عائلة القذافي يدخل في إطار سياسة حسن الجوار التي تطبقها الجزائر مع جيرانها من الدول العربية والإفريقية، خصوصا في ظل الظروف الأمنية المتوترة جدا التي تعيشها دول ليبيا وتونس ومالي، لذلك فإن الجزائر التي رفضت تسليم عائلة القذافي لدوافع إنسانية، أكدت على علاقات حسن الجوار مع ليبيا كدولة من جهة، ومع نظامها الحاكم من جهة أخرى. وكانت صفية زوجة معمر القذافي وثلاثة من أبنائه (عائشة وهانيبال ومحمد) لجأوا في شهر أوت من سنة 2011 إلى الجزائر بعد سقوط طرابلس بأيدي الثوار. فيما لجأ أحد أبنائه الآخرين الساعدي إلى النيجر في شهر سبتمبر من نفس السنة. وقتل ثلاثة من أبناء القذافي أثناء النزاع الذي بدأ في شهر فيفري 2011، إذ قتل المعتصم في منطقة سرت وسيف العرب في شهر أفريل في غارة للحلف الأطلسي وخميس في معارك في شهر أوت من العام ذاته، في حين يعتقل سيف الإسلام (41 عاما) في نوفمبر 2011 في ليبيا، حيث ينتظر محاكمته إلى غاية اليوم. وكانت الحكومة الليبية قد وصفت استضافة الجزائر لعائلة القذافي بأنه ضرب لاستقرار ليبيا، وطالبت السلطات الجزائرية بتسليمها عائلة القذافي من أجل محاكمتها.