أوردت جريدة »الشرق الأوسط«، أمس، نقلا عن مصدر ليبي وصفته ب »رفيع المستوى«، أنباء حول مغادرة عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي الجزائر، باستثناء زوجته صفية التي توقع عودتها إلى مسقط رأسها بمدينة البيضاء الليبية، رافضا الإفصاح عن البلد الذي لجؤوا إليه. أعلن مصدر ليبي رفيع المستوى في تصريح نقلته جريدة »الشرق الأوسط«، أمس، أن السلطات الجزائرية كانت قد أبلغت أمس الأول نظيرتها الليبية بمغادرة أسرة القذافي الجزائر التي كانت قد لجأت إليها قبل 15 شهرا، وذلك بعد الأحداث التي شهدتها الجماهيرية والتي انتهت بمقتل العقيد معمر القذافي، وأوضح المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه أن »معظم أفراد عائلة القذافي، التي تضم ابنه الأكبر محمد) من زوجته الأولى( وهانيبال وعائشة، غادروا الجزائر«. ونقلت الجريدة اللندنية أن زوجة معمر القذافي صفية فركاش، لم تغادر بعد أرض الجزائر، كما أوضح المصدر الذي أورد الخبر أن عائلة القذافي توجهت إلى دولة أخرى دون الإفصاح عن اسمها »في الوقت الراهن«، في حين قال إن احتمال عودة صفية إلى مسقط رأسها في مدينة البيضاء الليبية وارد، على أساس أنه » لا توجد أي عوائق أمنية تمنع عودتها نظرا لأنها لم تنخرط في أي نشاط سياسي، ولم تتورط في جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السابق ضد الشعب الليبي.« وحول ذلك، أشار المسؤول الليبي إلى أن السلطات الليبية وافقت »على ما يبدو«، على عودة صفية فركاش إلى مسقط رأسها في مدينة البيضاء الليبية، بالنظر إلى عدم تورطها في أي جريمة ضد الشعب الليبي. وكانت الجزائر قد استضافت نهاية أوت 2011، أفرادا من أسرة العقيد الليبي الراحل وهم ثلاثة من أولاد العقيد وزوجته، وأكدت آنذاك أن إقامة عائلة القذافي بأراضيها كانت لدواعي إنسانية، كما سبق للوزير الأول السابق أحمد أويحيى أن التزم بحسن استقبالهم حين قال في تصريح سابق إن أفراد عائلة القذافي الموجودين في الجزائر هم »تحت مسؤولية الجزائريين«، وأن »الجزائر لها تاريخ وتقاليد وحضارة«. يذكر أيضا أن المجلس الوطني الانتقالي الذي سلم السلطة في ليبيا إلى المؤتمر الوطني العام كان قد طالب الجزائر مرارا بتسليم عائلة القذافي، وأن الجزائر قد امتنعت عن ذلك، كما تعهد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بعدم السماح لأفراد عائلة القذافي بالتدخل في شؤون ليبيا، بعد بعض التصريحات التحريضية التي أطلقتها ابنة القذافي عائشة.