باشر الشاعر عز الدين ميهوبي صباح أمس مهامه رسميا كرئيس للمجلس الأعلى للغة العربية، وذلك عقب حفل تنصيبه الذي حضره الرئيس الأسبق للمجلس العربي ولد خليفة. وأوضح الرئيس السابق للمكتبة الوطنية في حديث ل “البلاد" أنه “سعيد بثقة رئيس الجمهورية وتنصيبه على رأس هذه الهيئة الاستشارية الهامة"، مضيفا أنه سيبذل قصارى جهده حتى يكون في مستوى هذه المهمة التي أوكلت إليه بالنظر إلى تجربة المجلس الأعلى للغة العربية في الاضطلاع بخدمة “لغة الضاد" داخل المجتمع الجزائري، وهو ما سيدفعه إلى العمل على تحقيق قيمة مضافة إلى تلك المجهودات التي بذلت سابقا نصرة للغة العربية، وذلك ضمانا لترقية هيئة تهتم بالعربية ركنا أساسيا للوحدة الوطنية. وقال محدثنا من داخل مكتبه الجديد إنه سيسعى إلى إعطاء اللغة العربية قيمتها الحقيقية داخل الجزائر العريقة والإعلام وهذا في إطار خطة عمل جديدة من شأنها أن توسع نشاط المجلس الأعلى للغة العربية، مع مراعاة ما هو منصوص عليه ضمن مهام هذه الهيئة التي تضم نخبة من الخبراء والكفاءات الوطنية التي خدمت اللغة العربية في مجالات مختلفة، ويتعلق الأمر بالجانب “الأكاديمي" والعلمي والثقافي الإبداعي. ويقول ميهوبي إنه سيسعى أيضا، إلى تكثيف وتنويع نشاط المجلس في الأيام القادمة وستكون تتمة للبرامج التي دأب على تنظيمها المجلس الأعلى للغة العربية، بينما سيتم الإبقاء والحفاظ عليها مع بعض التحسينات. وستكون هناك أفكار أخرى ضمن خطة عمل بهدف تنويع وتحسين دور المؤسسة. وأوضح ميهوبي أنه سيكون هناك تنسيق في العمل بين المكتبة الوطنية التي كان مديرها طيلة عامين، والمجلس الأعلى للغة العربية، وهو ما اتفق عليه، يضيف محدثنا، في جلسة جمعته بوزيرة الثقافة خليدة تومي. من ناحية أخرى، سألت “البلاد" ميهوبي عن توقعاته حول اسم المدير المنتظر للمكتبة الوطنية، فأجاب بأنه لا يمكن له التنبؤ بشخصه ولكن هناك جملة من الشروط يجب توافرها في من ستنصبه تومي على رأس هذه المؤسسة الهامة؛ أهمها أن تكون له صلة بالكتاب أولا وبالفعل الثقافي. وأكد الشاعر ووزير الاتصال السابق أنه سعى أثناء تواجده في المكتبة الوطنية إلى أن تكون هذه المؤسسة مكتبة بمعايير عالمية تبعا لما نصت عليه منظمة “اليونسكو" التي ترى في المكتبة فضاء للمطالعة والنشاط الثقافي وتهتم بالحفاظ على الكتاب والمخطوط وفضاء للباحثين. وعلق محدثنا على اتهام البعض له بالتقصير وعدم إضافة شيء للمكتبة طيلة عهدته قائلا إنه كان يعمل مع فريق وتحت وصاية من خلال مجهودات منسقة كان لها الأثر البالغ لدى الكثيرين ممن أصبحوا يعرفون مكتبة “الحامة" لاحقا. ودعا ميهوبي الباحثين هنا إلى الاقتراب من هذه المؤسسة بالنظر إلى ما تحويه من مخزون مهم من الكتب النادرة والمخطوطات التي يمكن أن تنبثق عنها أشياء مفيدة للذاكرة الوطنية الإنسانية، على حد تعبيره.