يعيش المئات من المواطنين القاطنين بحي “حملة” العلوي بباتنة المعروف بقرية الحمص، معاناة حقيقية جراء انعدام التهيئة والمرافق الضرورية للحياة، رغم أن الكثافة السكانية بهذا التجمع مرتفعة، ورقعته العمرانية تزيد في الاتساع من سنة إلى أخرى. كما أن المواطنين أكدوا أنهم أبلغوا السلطات المحلية في كثير من المناسبات بمطالبهم غير أنهم لم يسجلوا أية تحركات للتكفل بها، حيث تنعدم تهيئة الشوارع والأرصفة بالحي بشكل كلي ما جعله بؤرة للأوحال والأتربة. كما تتحول شوارعه إلى وديان كبيرة عند التساقط الكبير للأمطار مثلما يؤكده المواطنون المتضررون مضيفين أنهم في كثير من الأحيان شكلوا خلايا أزمة على مستوى الحي لإخراج مياه الأمطار التي تغمر المنازل شتاء وتسبب أضرارا مادية في الأفرشة والأجهزة الكهرومنزلية. وما يزيد في خطر الوضع حسب أحد المواطنين هو أن بالوعات الصرف الصحي مفتوحة وغير بعيدة من أماكن لعب الأطفال وتنقلهم، حيث شهد الحي في السابق حادثة كادت تودي بحياة تلميذ لا يزيد عمره عن العشر سنوات، زلت قدمه في إحدى البالوعات ليسقط بالكامل في المياه القذرة ولولا تفطن صاحب كشك قريب من الحادث للطفل الضحية لكان في عداد الموتى، حيث تم إنقاذه بصعوبة بالغة ونقله إلى المستشفى. في سياق موصول كشف المواطنون أن التلاميذ يجدون صعوبة كبيرة في التنقل إلى مدارسهم شتاء بسبب الأوحال والكتل الكبيرة من الطمي والمترتبة عن انسداد البالوعات بالأوساخ والقمامة. وأمام هذه الوضعية الصحية والبيئية المزرية، يناشد المئات من المواطنين السلطات المحلية الالتفات لانشغالاتهم وتخصيص قدر من المشاريع التنموية للحي، مؤكدين أن انطباعا يتملكهم بأنهم لا ينتمون إلى مدينة باتنة بفعل العزلة المضروبة عليهم، حيث إن الكثير من الأحياء تستفيد من التهيئة وإعادة التهيئة وتعبيد الطرقات المعبدة. في حين تبقى جوانب كبيرة من المدينة خارج نطاق التنمية، حسب المواطنين، الذين يطالبون كذلك بإحداث التوازن اللازم في المشاريع بين أحياء المدينة. وقد أكد رئيس بلدية باتنة في رده على انشغالات المواطنين أن هناك اتصالات مع مديرية الأشغال العمومية من أجل تهيئة المسالك والشوارع في حي حملة العلوي، ودراسة إعادة شبكة الصرف الصحي، حسب تقارير اللجان التقنية.