- المنظمة الأممية كانت تريد التحقيق في الاعتداء على مقدسات المسلمين - تل أبيب تطالب "فرانس 2 " بتصحيح تقرير بثته عن الدرة قبل 13 عاما ألغت إسرائيل زيارة كان من المقرر أن يقوم بها وفد يمثل منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "يونسكو" لتقييم حالة التراث الحضاري في مدينة القدس، وخاصة البلدة القديمة منها، بينما قال مسؤول فلسطيني إن الزيارة تأجلت لعدة أيام بسبب اشتراطات إسرائيلية. وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أمس، أن إسرائيل قررت إلغاء الزيارة، مضيفة أن الخارجية اتخذت القرار بعد أن "حنث الجانب الفلسطيني بوعوده السابقة بعدم تسييس الزيارة وصوَّر وفد اليونسكو على أنه يشكل لجنة تحقيق دولية" . وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قال في مؤتمر صحفي الخميس إن وفدا مكلفا من اليونسكو سيصل القدس للتحقق من الإجراءات التهويدية بحق القدس عموما والأماكن المقدسة والأثرية خصوصا. ومن جهته، أعلن الديوان الملكي الأردني قبل أكثر من أسبوع أن إسرائيل وافقت على دخول بعثة من المنظمة الدولية للقدس القديمة لتقصي الحقائق والحفاظ على تراثها، في حين قالت إسرائيل إن السماح بدخول اللجنة تم بموجب صفقة تشطب بموجبها مشاريع قرارات ضدها كانت معدة للتصويت عليها باليونسكو، مشيرة إلى أن الزيارة ستتم بأماكن محددة، أما السلطة الوطنية الفلسطينية فأكدت أن مشاريع القرارات أجلت ولم تشطب. وقال الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والعلوم والثقافة إن وفد اليونسكو -المتمثل بلجنة تقصي الحقائق للاطلاع وتقييم ودراسة حالة التراث الثقافي بالبلدة القديمة من القدس وأسوارها- لم يصل اليوم كما كان مقررا وتقرر تأجيل قدومه، معربا عن أمله أن يصل خلال الفترة القريبة القادمة. وأكد إسماعيل التلاوي عدم توصل الأطراف المعنية إلى اتفاق حول طبيعة هذه اللجنة والأماكن التي ينبغي أن تزورها في البلدة القديمة وأسوارها، رغم أن القرار الصادر عن المجلس التنفيذي لليونسكو يحدد أن مهمة اللجنة هي زيارة البلدة القديمة وأسوارها بما فيها من تراث ثقافي وجسر باب المغاربة والمسجد الأقصى وكل الأماكن التاريخية والأثرية والحضارية في البلدة القديمة. وأوضح أن اللجنة مكونة من أربعة خبراء في التراث الثقافي ومكلفة بدراسة وتقييم حالة التراث الثقافي بالبلدة القديمة وأسوارها التي سجلت على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 1982، ولم تغادر بعد باريس لزيارة القدس وفق ما هو مقرر. من ناحية أخرى، تواصل إسرائيل محاولتها للتشكيك في استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة رغم مرور 13عاما على تلك الجريمة التي هزت ضمير العالم، حيث طلبت من محطة "فرانس 2 " التلفزيونية الفرنسية بتصحيح تقريرها الذي بثته عن الدرة عقب استشهاده، وساعد في إثارة الغضب في شتى أنحاء العالم وإشعال انتفاضة دامية ضدها. وصور التقرير الطفل محمد الدرة البالغ من العمر 12 عاما ووالده جمال وهما رابضان في رعب بجوار جدار في قطاع غزة في سبتمبر 2000 ورصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي ينهمر من حولهما بعد أيام من اندلاع الانتفاضة الثانية. وبعد إعلان استشهاد الدرة الذي عرضت صورته وهو ميت في شتى أنحاء العالم، اعتذرت إسرائيل لكنها ما لبثت أن أنحت باللائمة بعد ذلك في استشهاده على المقاومة الفلسطينية. وقال تقرير إسرائيلي صدر أمس إن ما أورده تقرير محطة "فرانس 2 " بأن القوات الإسرائيلية قتلت الدرة "كان مدمرا" وأثار هجمات لسنوات من قبل "ناشطين إسلاميين" ضدها، بالإضافة إلى "أهداف أمريكية وعمل كإلهام وتبرير للإرهاب ومعاداة السامية" . وزعم التقرير الذي يقع في 36 صفحة أنه "لا يوجد دليل على أن الجيش الإسرائيلي كان مسؤولا بأي حال عن التسبب في أي إصابات للصبي ووالده، ومن المشكوك فيه بشكل كبير أن فتحات الرصاص في المكان المجاور للاثنين كان يمكن أن يكون مصدرها النيران القادمة من الموقع الإسرائيلي" . وخلص إلى القول "مازالت هناك ضرورة لتصحيح وتوضيح رواية فرانس 2 بشكل علني كأول خطوة نحو الحد من الآثار المدمرة للتقرير" الذي سبق وأذاعته.