بدل أن نذهب إلى الصين.. لنبرمج رؤوسنا على الحاويات.. جاءت الصين إلينا ممثلة في سفيرها.. لتعلمنا قيمة العمل.. ولتقول لنا.. إن النفط.. بدل أن يكون مصدر سعادتكم.. أضحى مصدر شقائكم.. هذا ما فهمته من حوار السفير الصيني مع جريدة البلاد .. وبما أن السياسة تقتضي أحيانا ألا يكون الدرس ناجحا أوفاشلا.. فإن الأهم من النجاح أوالفشل.. هوما نتعلمه منهما. أعتقد أن السفير الصيني قال كلمتين.. في غاية الأهمية.. إحداهما صحيحة مائة في المائة.. والأخرى خاطئة مائة في المائة. *** قال: (.. غالبا ما تجد شركاتنا مشكلا في إيجاد العمالة المؤقتة بسبب العزوف عن العمل، لذلك من الضروري جدا استعادة قيمة العمل في الجزائر، خاصة بالنسبة إلى الشباب، ونحن نعتقد أن هذه الظاهرة هي من الآثار الجانبية لثروة البترول..). وهذه حقيقة بكل المعايير.. نحن أمة متكاسلة ومتواكلة.. اقتنعت أن النوم أفضل من العمل.. وأن انتظار الحاويات أجدى مما تصنع أيدينا .. وأضحت أبصارنا معلقة بما ينزل في الميناء.. لا بما ينبع من العقول. *** وقال: (.. نحن نسير بريتم نمو ممتاز، وهذا بفضل مجهودات رجال الأعمال الجزائريين خاصة، الذين يقومون بدور حيوي في تنمية المبادلات بين البلدين..). وهذا مغاير للحقيقة تماما.. فأين هم رجال الأعمال هؤلاء ؟ هل هم الذين يستوردون كل شيئ من الصين.. ويغرقوننا في طوفان السلع الرديئة .. من الشاحنة إلى حبة "الثوم".. ولا يصدرون شيئا يذكر.. للصين ولغير الصين ؟ هؤلاء ليسوا رجال أعمال.. بل هم مجرد تجار "شنطة" عابرون للمحيط .. يكدسون الثروات البائسة بأسلوب الكسب السهل.. وعلى الجزائر السلام.. وشكرا لسعادة لسفير.