لو قُدر يوما.. أن يُعاد تثمين جهد كل جزائري.. مقابل ما يتقاضى من أجر حكومي.. فإن 50 % على الأقل من الجزائريين سيكتشفون أنهم يتلقون أجورا دون أن يؤدوا عملا.. وأن 40 % يتلقون أجورا تفوق كثيرا قيمة أعمالهم .. وأن 10 % الباقين قد يكونون في مستوى متوازن بين الأجر والعمل.. وربما يوجد من يعمل أكثر مما يأخذ.. ويبرز هذا في القطاع الخاص بالدرجة الأولى. أتدرون لم أقول هذا؟ لأني أعتقد أن 90 % من نواب البرلمان "بمجلسيه".. يأخذون ما ليس لهم.. وأغرب من ذلك كله.. أن تقرر لهم زيادات جديدة.. ويغضب بعضهم لأنهم مستثنون من الزيادة.. وكأن القوم لا يغادرون الغرفتين.. لفرط ما يبذلون من جهد.. وما يقترحون من قوانين.. وما يمارسون من رقابة! برلمان صامت.. انتُزعت حنجرته.. وقُطع لسانه.. وجُمد ضميره ليوضع في ثلاجة السلطة التنفيذية مدة خمس سنوات.. إلا من بعض الأفراد.. الذين يسبحون ضد التيار. *** أتمنى لو أن برلمانيا واحدا.. عرض علينا جردة مفصلة لأعماله في المجلس.. وقال لنا كم من الوقت أنفق يكافح عن مصالح المعذبين في الأرض.. وكم مرة ثأر ضد الحكومة.. وكم صرخة أطلق في وجه وزير يجلس خطأ على كرسي ليس له؟ وأتمنى أيضا لو أن إدارة المجلس.. عرضت علينا غيابات النواب في الغرفتين.. وأحصت نسبة الحضور بينهم.. وقالت لنا.. كم نائبا تكلم.. وكم نائبا ختمت الحكمة الأزلية على فمه.. فظل صامتا خمس سنوات.. أبكم.. مقطوع الصلة بعالمه.. وكم نائبا صوّت بنعم.. لأنه يجهل شيئا اسمه "لا".. وكم نائبا غضب على الحكومة.. ولم يغضب علينا نحن الشعب؟