نملك نحن الجزائريين قدرة استبصارية خارقة للعادة .. تتيح لنا أن نرى الأحداث في المستقبل على نحو دقيق .. ونتوقع مصائر الساسة إن كانوا سيموتون بانقلاب علمي .. أو إن كانوا سيسقطون بسيف تقويمية يقطع الرؤوس كلما حان قطافها .. ونحدد نتيجة كل مباراة انتخابية .. إن كانت ستنتهي بركلة جزاء مشكوك فيها .. أو بهدف ثمين يسجل في الوقت الضائع. وهذه القدرة الاستكشافية العجيبة .. غير متاحة لغيرنا من خلق الله .. ولا حتى للأمريكان الذين يتجسسون على "فايسبوكات" العالم .. اللهم إلا لمن هم على شاكلتنا .. ومن ذلك أننا نعرف رئيسنا قبل انتخابه .. ونعرف النسبة المئوية لانتخابه .. ومعدل الإقبال على الصندوق .. وأكثر من هذا .. نعرف حدود هذا الرئيس .. ومدى صوته .. متى ينام ؟ ومتى يستيقظ ؟ وماذا يقول في خلوته ؟ ونوع أحلامه ؟ وما هي الكوابيس التي تزعجه ؟ وما هي نوع الأكلة المفضلة لديه .. ونعرف أيضا .. متى يموت وأين يدفن ؟ .. سياسيا طبعا. باختصار .. نحن نملك خارطة المستقبل .. ومسارات الكواكب والنجوم .. متى تطلع ؟ ومتى تغرب ؟ .. ولهذا السبب .. لا نعاني زحاما سياسيا مربكا .. أو تشويشا على أجهزتنا .. فنحن مستقرون سياسيا .. والفضل والمنة لكم جميعا. قبل أيام .. كان الحديث عن رئيس جديد .. غير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ندعو الله له بالعافية .. بمثابة مغامرة قد تنتهي بين براثن التنين .. وفي أربع وعشرين ساعة .. بالتقويم السياسي الجزائري .. انتهينا إلى اقتراح من يكون الرئيس القادم .. ونسعى في إقناعه بواجب الترشح لأنه (الأنسب والأقدر .. وهو لا يحب الكراسي ولا يطلبها) .. رجائي ألا تضعوا العربة .. قبل الحصان.