اتهم أول أمس، وزير الإعلام المصري أنس الفقى، أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى ب''التخاذل'' ووصف موقفه تجاه مصر في ''أزمتها'' الكروية بأنه كان سلبيا للغاية، على اعتبار أن هذا الأخير فضل عدم خرق الأعراف الدبلوماسية والالتزام بواجب التحفظ المفروض عليه بحكم المنصب الذي يشغله. كما ذهب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري، مصطفى الفقي، إلى اتهام دول عربية ب''الغيرة'' من مصر حين صرح لجريدة الأهرام بالقول ''إنني أظن وليس كل الظن إثما أن هناك نوعا من الغيرة المكتومة لدى بعض الأشقاء تجاه الشقيقة الكبرى التي حملت شعلة التنوير لأكثر من قرنين من الزمان''. من جهة ثانية، واصلت أغلب الصحف المصرية الصادرة نهاية الأسبوع تعاطيها مع مأساة إقصاء فريقهم الوطني بأقدام جزائرية حرمت المصريين من تمثيل العرب في نهائيات عمالقة كرة القدم التي ستحتضنها جنوب إفريقيا لأول مرة منذ ثلاثنيات القرن الماضي. وكما كان متوقعا فإن ألسنة اللهب المصري وبعدما فضلت الجزائر الصمت على الرد عليها بدأت تأكل بعضها في انتظار أن تنطفئ. حيث جاء في صحيفة ''المصريون'' بإحدى مقالاتها تحت عنوان ''البقية في كرامتكم''، ''لم نتحرك قيد أنملة أو نبارح مطارحنا، صعدنا بقوة الصاروخ عنان السماء، ثم فجأة تهاوينا من حالق لننزل، فما الجديد في ذلك..!!، كالعادة دائما مجرد أبواق تثرثر لا أكثر، وهو وإن كان ذلك أمرا متوقعا، إلا أنه يلقي بظلال كئيبة على مستقبل الكرامة المصرية التي أهينت، ولا تزال في أركان العالم الأربعة. أما جريدة الدستور فقالت ماذا قدمت مصر للعرب منذ تولي الرئيس مبارك حكم مصر؟ ما فضل مصر على العرب؟ كما ذكر صاحب المقال أن الفضل إن وجد يعود لعبد الناصر وليس حتى للسادات''. ولم يسلم نجوم مهزلة أم درمان على غرار المغني أحمد فؤاد من حملة النقد التي تشنها وسائل الإعلام المصرية في كافة الاتجاهات، حيث جاء في ''الدستور'' دائما وصفه ''بالمسكين الذي وقع ضحية لرئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف الذي دبر كل هذه المكيدة'' وكشفه يوم الأربعاء لزميلنا عمرو عكاشة، إذ كان يقف بجوار تليفزيون مع صاحب الشقة المنهمك في مشاهدة المباراة، ويسأله: ها، إيه رأيك في الماتش؟ في سياق متصل، لم تسلم حركة ''الإخوان المسلمون'' المصرية من انتقادات الصحافة التي ادعت أن موقف عاكف وأنصاره جاء خوفا من غضبة إخوان الجزائر والسودان.