سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بسبب تأخر وصول الدفعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس اش1ان 1:بركات يعجز عن حماية مهنيي الصحة فكيف سيحمي ملايين الجزائريين؟الأطباء والممرضون في حالة هستيرية غير مسبوقة!
حذرت العديد من المصادر الطبية في حديث ل''البلاد'' أمس، من الانعكاسات الخطيرة لتأخر عملية إمداد المصالح الاستشفائية باللقاح المضاد لداء أنفلونزا الخنازير، المعروف مخبريا ب ''اتش 1 أن ,''1 والذي كان من المقرر وصوله خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري. وعبرت ذات المصادر عن استيائها الشديد حيال استراتيجية ''تقزيم الوضع الصحي الراهن'' المنتهجة من طرف الوزارة الوصية، والتي لم تتخذ الإجراءات الضرورية والكافية لوضع حد نهائي للانتشار المتسارع للوباء. خصوصا بعد أن قفزت حصيلة ضحاياه إلى 12 حالة وفاة في ظل غياب التلقيح المضاد! بل اكتفت نفس الهيئة بصياغة حلول ''شكلية'' وقطع وعود، سيظل محتواها فارغا إلى حين الانطلاق الفعلي في عمليات التلقيح ضد الداء. وكان من المفترض أن تشمل أمس، عمليات التلقيح في مرحلتها الأولى مهنيي القطاع الصحي -حسب تصريحات الوزير السعيد بركات- وذلك على أساس أنها الفئة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى جراء احتكاكها المباشر بالمرضى المصابين، إلا أن الزيارة التي قادت ''البلاد''، صباح أمس، إلى مختلف المصالح الاستشفائية، على غرار مستشفى مصطفى باشا الجامعي ومستشفى سليم زميرلي، قد رصدت الحالة الهستيرية للأطباء والممرضين الناجمة عن عدم وصول اللقاح المضاد للمرض في تاريخه المحدد، حيث صعّد مهنيو الصحة من لغة احتجاجهم في هذا الشأن قائلين: ''إذا لم تتمكن وزارة بركات من حمايتنا، فكيف ستتمكن من توفير الحماية للملايين من المواطنين؟''. وتساءل العديد من العاملين في السلك الطبي والصيدلي، عن مكان وجود الدفعة الأولى من لقاح أنفلونزا الخنازير والمقدرة ب 900 ألف جرعة وذلك في حالة وصولها فعلا إلى الجزائر، حسب ما صرح به وزير الصحة وإصلاح المستشفيات أول أمس من عنابة، معتبرين في السياق ذاته، ''أن المنطق يفرض على الدوائر الفاعلة في القطاع الانطلاق في عمليات تلقيح الوسط الطبي في أولى ساعات وصول اللقاح المضاد، لأن هذا الأخير سيسهر بدوره على حماية باقي المواطنين من خطر الإصابة. أما تباطؤ عمليات التلقيح فهو دليل قاطع على أن الدفعة لم تصل إلى غاية اليوم''. وطرح أحد الممرضين الذين صادفناهم بمستشفى زميرلي بالحراش، محور''المخطط الوقائي من فيروس ''اتش1 أن ''1 من وجهة نظر مثيرة للجدل، حيث أفاد المتحدث أن ''التعليمات التي أقرتها الوزارة بشأن عدم منح الممرضين والأطباء الموافقة على الشهادات المرضية أو طلبات العطل تعتبر مقبولة في ظل الظروف الصحية الراهنة التي تفرض تنسيق الجهود وتكثيفها لصد الموجة الزاحفة للفيروس''، مسترسلا بالقول ''إلا أن الأمر الذي يناقض نية الوزارة في حماية المواطنين من خطر انتقال العدوى يتمثل في السماح لأقارب الأشخاص المصابين بالفيروس زيارتهم دون اتخاذ أي إجراء وقائي، على غرار إجبارية وضع القناع المضاد''، حيث أكد نفس المصدر أن الزيارات تتم بطرق عادية بالرغم من خطورة المرض وسرعة انتقال العدوى.