في الوقت الذي انقسم فيه الشارع الجزائري، بين مقبل على أخذ اللقاح الجديد المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، ومقاطع له بسبب ما تمت إثارته حول الأعراض الجانبية المصاحبة له، حذرت العديد من الأوساط الطبية من مخاطر محتملة الوقوع بعد عمليات التلقيح، مسندة تطميناتها إلى كون المصل لم يأخذ حقه من اختبارات السلامة الصحية على المدى البعيد، لذلك دعت الدوائر الفاعلة في قطاع الصحة إلى ضرورة إخضاع اللقاح المضاد إلى اختبارات عملية. وأكدت المصادر ذاتها في حديث ل''البلاد''، أن الإشكال المطروح حول اللقاح الجديد هو أنه جديد على الجهاز المناعي للفرد، وقد أجريت عليه اختبارات قصيرة المدى فقط، على غرار اختبارات عدد الجرعات وتأثير الحساسية، إلا أن التجارب لم تشمل عاملين هامين وهما. ماذا يحدث عندما يعمم اللقاح على نطاق واسع يشمل ملايين الأشخاص؟ وماهي الأعراض الجانبية له بعد مرور سنوات من عملية التلقيح؟ وفي هذا الإطار، ذكرت المصادر ذاتها، أن طرح أي لقاح في السوق لا يتم إلا بعد أن يمر باختبارات عملية، ثم مرحلة التجريب على الحيوانات، ثم على مجموعات صغيرة من الناس، إلى مجموعات أكبر في دول عديدة، ''غير أن تحول الفيروس القاتل إلى وباء عالمي يهدد مئات الملايين من الأفراد قد ألغى جميع المراحل المعهودة وهو ما يخلق الكثير من الشك حول ما ينجم عنه مستقبلا''. وأوصت منظمة الصحة العالمية، في بيانها الأسبوعي الأخير، باستعمال عقار ''تاميفلو'' المضاد للفيروسات، في علاج المصابين بشكل منفصل بفيروس ''أتش1 أن ''1 والذين يتعرضون لمزايدات وتعقيدات صحية أو تستمر لديهم الأعراض لمدة ثلاثة أيام. ووجدت مراجعة حديثة عن نتائج التجارب السريرية السابقة لعقار ''تاميفلو'' من باحثين من مؤسسة ''كوشرين ريفيو''، نشرتها دورية ''بريتيش ميدكال جورنال'' الثلاثاء المنصرم أنه لا توجد معلومات كافية لمعرفة ما إذا كان العقار يحد من مضاعفات أنفلونزا لدى مرضى أصحاء.