قالت مصادر محلية موثوقة، إن مصالح الأمن فتحت تحقيقا قبل أيام بحق بعض الأشخاص المنتمين لتيار السلفية، وحسب مصادرنا فإن خلافا وقع بأحد مساجد ولاية تلمسان بين الإمام الذي ألقى درسا بشأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قائلا إنه بدعة محببة، إلا أن أحد المتشددين من السلفية نهض من وسط المتشددين ليرد بصوت جهوري، إن كل بدعة ضلال وكل ضلالة في النار. وهو الموقف الذي أدى إلى تدخل باقي الأئمة بواسطة المنسق المكلف بالجهة، حيث تقدم بشكوى لدى مصالح الأمن هذه الأخيرة فتحت تحقيقا معمقا حول الحادثة. ويؤكد الكثير من المواطنين تنامي مظاهر التشدد بين الأوساط السلفية التي تعمل على إنشاء كيانات اجتماعية مستقلة عن باقي عناصر المجتمع الأخرى وخلق كيانات دينية واجتماعية في الوقت الذي تحولت فيه مهمة المساجد إلى الانحصار في مواقيت الصلاة شأنها شأن أي إدارة أخرى. وكانت عدة فتاوى ظهرت بين هذه الأوساط تشدد على تحريم أي مظهر من مظاهر الاحتفال بمولد خير الخلق أجمعين. كما سبق لوزير الشؤون الدينية أن اعترف بأن مصالحه لا زالت تعاني من مشكلة فرض سيطرتها على مساجد الجمهورية، خاصة تلك التي عرفت، تفتقر إلى تغطية من قبل الوزارة من حيث الموارد البشرية المعتمدة من قبل مصالح غلام الله. من جهة أخرى تعرف الكثير من المساجد التي يسيطر عليها التيار السفلي في الجزائر معارك تعود إلى القرون الأولى لضهور الإسلام. كما تشهد إعادة بعث مسائل كلامية وأخرى فقية لم يحسم فيها علماء الإسلام بالنظر لكثرة الأقوال فيها أو تباين وجهات نظر العلماء حول المسألة الواحدة وكثيرا ما يؤدي بروز مثل هذه الخلافات إالى صدامات بين الإمام المعتمد من قبل الوزارة وبين بعض رواد المساجد من التيار السلفي الذي يعتمد الوهابية مذهبا، بحيث تحركهم رغبة السيطرة وبسط النفوذ على المساجد باستعمال الدين مطية لذلك .