يبدو أن عدوى الظروف المزرية التي يتخبط فيها عادة سكان الأحياء القصديرية قد انتشرت وسط الأحياء السكنية الأخرى ببلدية برج الكيفان.حيث طالب سكان حي ''علي الصادق''01 المجاور للحي المعروف ''ببني مراد القديمة'' من السلطات الولائية والبلدية وعلى رأسها المير بالتدخل العاجل لتسوية وضعيتهم قبل أن تنفجر الأوضاع وتثور ثائرة شباب الحي ويقدموا على مالا يحمد عقباه، هؤلاء الذين ملوا من العيش بالقرب من ثلاثة أودية وسط اختلاط قنوات الصرف الصحي بقنوات الماء الشروب. ناهيك عن وجود عداد جماعي للمياه وانتشار الحشرات الضارة والناموس والأكثر من ذلك الدعارة التي عرفت طريقها إلى الحي والانحراف بسبب قيام البعض منهم باستئجار مستودعات منازلهم لأكثر من عشرين إفريقيا يقضون أيامهم فيها مع غياب الأمن وتراخيص الكراء.. وأكد أعضاء لجنة حي ''على الصادق''01 وبعض المواطنين أن المظاهر المخلة بالحياء والمخدرات قد أصبحت شيئا عاديا في حيهم، منذ أن أقدم بعض السكان والمقدر عددهم بقرابة عشر عائلات على استئجار مستودعات منازلهم لأكثر من عشرين إفريقيا في المستودع الواحد، يقضون لياليهم فيها بينما يتجولون في شوارع الحي خلال النهار وهو الشيء الذي جعل الوجوه الغريبة تنتشر فيها بالإضافة إلى ارتفاع معدل الانحراف وبيع المخدرات. والأخطر من ذلك حسب السكان انتشار الدعارة والانحلال الخلقي، دون تدخل أي جهة للحد من هذه الآفة، حيث أكد السكان أن دوريات الأمن الوطني غائبة تماما عن المنطقة إلا مرة واحدة قامت بها فرقة الأمن بدورية طفيفة لم تردع مرتكبي الانحراف عن طريقهم وطالب هؤلاء بإيجاد حلول لهم قبل أن تنفجر الأوضاع، فبالإضافة إلى مشكل انعدام الحياء توجد مشاكل عديدة أحاطت بسكان الحي منذ أن تحصلوا على قطع أراضي سنة 1989 من طرف المندوبية التنفيذية آنذاك، حيث تم تقسيم سكان الحي إلى جزأين، جزء تكفلت البلدية به بخصوص إنشاء قنوات الصرف الصحي وعداد المياه الذي تم انجازه على شكل عداد جماعي من طرف مصالح الري بالبلدية، الأمر الذي لم يقبله السكان حينها، نظرا للمشاكل التي نتجت عنه الآن وطالب هؤلاء بتسوية وضعيتهم إزاء الماء الشروب من البلدية كما لجأوا إلى مؤسسة الجزائرية للمياه لأجل إنشاء عداد فردي لكل عائلة، ولكن مسؤوليها طلبوا منهم مخطط الانجاز الذي اعتمدت البلدية عليه خلال انجازها لشبكة المياه ليبقى هؤلاء كالكرة بين البلدية والمؤسسة. من جهة ثانية اشتكى السكان من اختلاط الماء الشروب بقنوات الصرف الصحي التي تحتاج بدورها إلى إصلاح في الوقت الذي أكد محدثونا فيه أن المير يريد تعبيد الطريق وإصلاحها دون تهيئة قنوات الصرف الصحي وشبكة المياه لأغراض أخرى وهو ما رفضه سكان ''علي الصادق''01 تماما، بالإضافة إلى انتشار الأمراض والحشرات الضارة بشكل ملفت للانتباه أهمها الناموس والبعوض بسبب وجود مصب لثلاثة أودية بقرب الحي وهي أودية الحميز والرويبة وواد باكورة التابع لبلدية براقي سابقا. وكانت مصالح البلدية قد قامت بوضع حواجز لتجنب فيضان الواد، الشيء الذي جعل الروائح تنتشر بسرعة كبيرة في فصل الصيف زيادة على عدم انتظام رفع النفايات المنزلية من طرف شاحنات حمل القمامة التابعة للبلدية. وأكد المواطنون أنهم ملوا من الوعود الكاذبة للمير والسلطات المحلية وطالبوا بإيجاد حل لهم ولوضعيتهم قبل أن تتفاقم الأوضاع. مع العلم أن عقلاء الحي وكباره كانوا قد ذكروا لنا أن شباب ''علي الصادق'' على فوهة بركان قد ينفجر في أي لحظة ولا يستطيع بعدها هؤلاء السيطرة عليه. وفي نفس الإطار حاولنا الاتصال برئيس البلدية للاستفسار حول وضعية سكان علي الصادق، إلا أننا لم نفلح في ذلك، فاتصلنا مع مسؤول آخر الذي أكد لنا أن الاتصالات جارية مع مؤسسة المياه لحل الوضعية مع السكان فيما يخص العداد الجماعي، بينما أفاد أن تهيئة الطريق تعود إلى المشكل الذي كان يعاني منه أساتذة وتلاميذ مدرسة ابتدائية توجد بالحي خلال فصل الشتاء وهو ما جعل البلدية تفكر في تهيئتها دون أن يتحدث عن المشاكل الأخرى، لاسيما ما تعلق منها بالكراء غير الشرعي للرعايا الأفارقة بالمنطقة من طرف بعض العائلات.