احتج عدد من الجمعيات الفرنسية المناهضة للتمييز والإسلاموفوبيا، إضافة إلى قطاع واسع من الطبقة الإعلامية والسياسية في فرنسا وبالأخص اليسار، على تصريحات جون كلود قودان نائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي ورئيس بلدية مارسيليا، خلال نقاش دار حول الهوية الفرنسية بمارسيليا وذلك بحضور وزير الهجرة، حيث استغل المسؤول الفرنسي انسحاب الوزير للحظات ليصرح قائلا ''نسعد عندما يفرح المسلمون بفوزهم في مقابلة لكرة القدم ولكن لا يعجبنا منظر نزول 15 أو 20 ألف من هؤلاء إلى الساحة الرئيسية رافعين الأعلام الجزائرية دون الفرنسية'' إشارة إلى مظاهر الفرحة التي أعقبت فوز الفريق الوطني الجزائري على نظيره المصري في رسم تصفيات التأهل لمونديال جنوب إفريقيا، مضيفا أن هذا النوع من التركيبة البشرية يشكل ''خطرا نمحدقا على الهوية الفرنسية''. ورغم محاولة جون كلود كودان الاستدراك بتصحيح ما صدر عنه من تصريحات بالتأكيد أن تصريحاته لم تفهم كما كان يريد وبينما حاول التسويق لأطروحة سوء تعبيره إلا أنه عاد ليقول ''ولكن تلك هي الحقيقة'' إشارة إلى أن العبارات التي ربما خانته في التعبير بصيغة أكثر سياسية على حقيقة ما يدور في خلد الكثير من مسؤولي اليمين الفرنسي بقيادة القاضي الفرنسي الأول نيكولا ساركوزي وهو ما يعني في نظر المسؤول الثاني في حزب الأغلبية أنه قال عاليا وبصوت مرتفع ما يخفيه غيره من المسؤولين الفرنسيين. وقد أثارت تصريحات قودان جدلا كبيرا لدى وسائل الإعلام الفرنسية والفاعلين في الساحة السياسية وبالأخص اليسار خصوم أصحاب مشروع النقاش حول الهوية الفرنسية الذي أعلن عنه ساركوزي، الذين لم يترددوا في وصف تصريحات رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي بالمرعبة والمؤسفة فيما دعاه رئيس كتلة منتخبي الحزب الاشتراكي في بلدية مارسيليا إلى وقف النقاش حول الهوية بينما أكد أرلام ديزير النائب في البرلمان الأوروبي أن منتديات النقاش حول الهوية الفرنسية أضحت مفرغة للسذاجات المشجعة للانحرافات التمييزية . فيما حذرت أوساط سياسية فرنسية أخرى من الانزلاقات التي قد تنجر عن ردود فعل الجالية المغاربية في فرنسا متسائلين إن كان ساركوزي وإريك بوسون وزيره للهجرة يردون إشعال نار الفتنة بفرنسا. وكان أول أمس، بوسون الوزير الفرنسي قد اقترح بمناسبة حديثه عن حق المهاجرين في الانتخابات المحلية عن مشروع إجبار الشباب الفرنسي البالغ السن الانتخابي على التوقيع على ميثاق المواطنة المتضمن الحقوق والواجبات. من جهة ثانية، انتقد مسؤولون في الجزائر بشدة الانحرافات التي كشف عنها النقاش الدائر في فرنسا على الهوية الفرنسية وبالأخص من قبل عبد العزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة وكذا وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني، الذين انتقدوا بشدة الخرجة الفرنسية بمناسبة النقاش على الهوية وما شهدته من انحرافات نالت من الجالية الجزائرية وخلق جو من العداء للإسلام بتسويق أطروحات الإسلاموفوبيا التي تستهدف الوجود الإسلامي في فرنسا وأوروبا عموما.