شن اليمين المتطرف في فرنسا، حملة شرسة ضد المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد الموجودة حاليا في فترة علاج ونقاهة بالعاصمة باريس، ولم تتورع وسائل الإعلام المحسوبة على هذا التيار في وصف بوحيرد ب''الفلاقة السابقة'' و ''القاتلة'' التي وضعت القنابل لقتل الفرنسيين خلال الحرب التحريرية. كما هاجم رموز اليمين الذي يميل إلى أطروحاته وزير الداخلية الحالي أروتفو، تغاضي السلطات عن نزول المجاهدة السابقة المحكوم عليها بالإعدام في إحدى الشقق الفخمة بفندق جورج الخامس وسط العاصمة الباريسية ووُضعت تحت تصرفها سيارة فاخرة للحاجة. ويواصل الإعلام اليميني المتطرف متحدثا عن جميلة بوحيرد بقوله ''جميلة اليوم مريضة ولكن تختار فرنسا وجهة للعلاج بعدما قتلت أبناءها في السابق''، معتبرين قدومها إلى فرنسا ''قلة حياء منها''، فيما فضلت صحف أخرى اللعب على وتر الواقع الاجتماعي الجزائري حين قالت ''في الوقت الذي اختارت بوحيرد شقة فخمة في باريس فإن الشعب الجزائري يموت جوعا''. وكانت جميلة بوحيرد قد انتقلت إلى فرنسا للعلاج في العاشر من الشهر الحالي بعدما تكفلت الدولة الجزائرية عبر وزارة العمل والضمان الاجتماعي جميع مصاريف علاجها، منهية بذلك الجدل الذي أثارته الرسالة ''المفاجئة'' المنشورة عبر بعض الوسائل الإعلامية. وكانت خرجة بوحيرد إحدى القنابل الموقوتة التي أريد تفجيرها في إحدى ساحات المعارك السياسية التي تدور رحاها في الجزائر عبر الامتدادات والوسائط المختلفة والمتنوعة غير أن القنبلة الموقوتة لم تحدث أضرارا بعدما فككت وأبطل مفعولها بتحرك رسمي. وليست جميلة أول من اعترض على علاجها في بلاد حقوق الإنسان والحرية والإخوة والمساواة وإعلان حقوق الإنسان، ولن تكون الأخيرة سيما وأن الرئيس بوتفليقة بحد ذاته كان أحد الذين استكثرت عليه النيو كولونياليون في فرنسا العلاج في هذا البلد أيام نزل على مستشفى فال دوغراس. ويبدو أن اليمين المتطرف نسي أو تناسى بأن جميلة بوحيرد ما قصدت فرنسا للعلاج وبأموال الجزائر إلا بسبب مضاعفات نالت جسدها النحيف من وحشية سجون السفاحين ماسيو وبيجار.