شل أمس أصحاب المآزر البيضاء من الممرضين البالغ عددهم أكثر من 100 ألف ممرض، المستشفيات الجزائرية عبر الوطن، بإعلانهم الدخول في إضراب عن العمل لمدة ثلاثة أيام على مستوى جميع المؤسسات الاستشفائية والصحية. فيما هدد هؤلاء بمواصلة الإضراب المحدود بآخر مفتوح، إذا ما واصلت مصالح وزير الصحة سعيد بركات ماوصفوه منطق ''إخلاف'' العهود و''نقض'' الاتفاقيات التي قطعتها مع نقابة الممرضين ''ساب''، حسبما ما أكده الوناس قاشي، الأمين العام للنقابة في اتصال مع ''البلاد''. فيما أوضح الأمين العام ل''ساب''، أن مطالب الممرضين تتمثل في ضرورة الإفراج عن القانون الأساسي لمهنة التمريض وفق التعديلات الجديدة، إضافة إلى احتجاجهم على التأخر الكبير في الانتهاء من نظام التعويضات، فضلا عن مطالب أخرى بيداغوجية، على غرار تمكينهم من مواصلة الدراسة للحصول على شهادة ليسانس في نظام ''ال أم دي''، وهو ما يعني بالنسبة للممرضين الإفراج عن مسار مهني جديد بعدما حبست أنفاسه في السنوات الثلاث التي يقضونها في المدرسة الوطنية للتكوين شبه الطبي بعد الحصول على شهادة البكالوريا. وعاد قاشي ليكشف أن الإضراب الذي شرع الممرضون أمس في تجسيده استجابة لنداء النقابة، جاء في أعقاب تراجع الوزارة عن وعودها التي قطعتها نهاية السنة الماضية حينما هددت النقابة بالإضراب ابتداء من 18 نوفمبر قبل أن تتراجع هذه الأخيرة عن خيار الإضراب، لاعتبارات عديدة، ذكر منها المتحدث توقع كثرة الجرحى العائدين من السودان، إضافة إلى احتمال انتشار وباء أنفلونزا الخنازير، غير أن الوزارة لم تكن -حسبه- في مستوى التزام وجدية الممرضين الذين قدموا المصلحة الوطنية ومصلحة المرضى على أغراضهم المهنية. وأضاف قاشي مؤكدا أن المستشفيات عبر الوطن شهدت شللا تاما بعدما قرر المرضون خلع مآزرهم والاكتفاء بضمان الحد الأدنى الضروري من الخدمات في المصالح الحساسة والعناية المركزة، إضافة إلى مصالح الاستعجالات، مشيرا إلى أن نسبة الاستجابة للإضراب بلغت أرقاما قياسية، خاصة عندما أبدى الممرضون عدم اكتراثهم بالانتماءات النقابية، في إشارة إلى أن الممرضين الذين ينتمون إلى الاتحاد العام للعمال الجزائريين هم كذالك شاركوا في الإضراب، خاصة في ظل التخلي والترك الذي يشعرون به في مواقف المركزية النقابية، إضافة إلى أن ''الساب'' تعتبر -كما يقول أمينها العام- تعد نقابة مهنية، عكس نقابة اتحاد العمال التي تستغرق جميع عمال الصحة. كما عرج قاشي للحديث عن الأخطار الكثيرة التي يتعرض لها الممرضون وهم يزاولون مهنتهم، خاصة في ظل الانتشار الرهيب للأمراض المهنية غير المدرجة في النوموكلاتورا الرسمية لوزارة الصحة، إضافة إلى قلة عددهم مقارنة بعدد المرضى الذين يتكفلون بهم، حيث تكشف وزارة الصحة أن الممرض الواحد في الجزائر يشتغل عادة مع أكثر من عشرين مريضا وهو المعدل الذي يضاعف خمس مرات معدل المقاييس العالمية التي تقرها المنظمة العالمية للصحة.