أمهل تنظيم مايسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، السلطات الفرنسية والمالية مدة إضافية غير محددة بشأن مصير الرهينة الفرنسي المحتجز لدى هذا التنظيم الإرهابي، وذلك بعدما هدد هذا الأخير في وقت سابق بقتل الرهينة الفرنسي مع نهاية الأجل الأول المحدد بنهاية شهر جانفي، في حال تخلفت سلطات بلاده عن الوفاء بشرطي الإفراج عن المعتقلين الأربعة من أنصار القاعدة في مالي ومنهم جزائري لم يكشف عن هويته، غير أن اهتمام القاعدة بهذا الإرهابي يوحي بأن له أهمية خاصة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، عن أحد أنه قد أبلغ مالي بالمهلة الإضافية، ودون الكشف عن هويته، أوضح أن التنظيم الإرهابي لم يحدد المهلة الجديدة إلا أن الوسيط المتواجد حسب الوكالة في قلب المساعي القائمة بين الإرهابيين وحكومة مالي، وشدد كثيرا على ضرورة التعجيل بتنفيذ شروط الإرهابيين وبالأخص الإفراج عن سجنائهم لدى سلطات مالي، حيث قال الوسيط حسبما أوردت الوكالة أن الإرهابيين ''يتحدثون عن الإفراج على سجنائهم ولا شيء آخر''. وفيما كان بعض الوسطاء قد تحدثوا بأن تنظيم القاعدة قد اشترط فدية وهو ما نقلته وكالات الأنباء، إلا أن المفاوض الجديد كذّب ذلك وهو ما يمكن أن ينظر إليه من زاوية محاولة الجانب الفرنسي صرف الأنظار عن إشكالية دفع الفدية واستباق ما يمكن أن يثير تحرير الرهينة من جدل، إذ يمكن ترجيح دفع الفرنسيين للفدية وعدم اكتفاء التنظيم الإرهابي بالإفراج عن معتقليه وإن كان الإفراج في حد ذاته أكثر تعقيدا من تسلم الفدية. وحسب مصادر مقربة من ملف بيار كمات، الرهينة الفرنسي، فإن باريس قد أرسلت وفدا من أقرب مساعدي ساركوزي إلى باماكو للإسهام في عملية الإفراج. وكانت الحكومة الفرنسية قد أبدت تخوفها الشديد من تنفيذ التنظيم الإرهابي المسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لتهديداته المتمثلة في قتل الرهينة الفرنسي ''بيار كمات'' الذي كان محل حديث وسائل الإعلام الفرنسية خصوصا والعالمية عموما، عندما حلت آجال العشرين يوما التي حددها التنظيم الإرهابي وذلك في حال عدم استجابة السلطات الفرنسية والمالية للشروط التي حددها التنظيم الإرهابي والمتمثلة في الإفراج عن بعض معتقلي القاعدة لدى السلطات المالية ومنهم جزائري، إضافة إلى دفع فدية لم تحدد قيمتها واكتفت بعض المصادر الإعلامية بوصفها بالكبيرة.