كشف لنا الاستطلاع الميداني لحي القصر الأحمر بلدية الكاليتوس، الحالة الصعبة التي تتخبط فيها أغلب شرائح السكان وأحياء هذه البلدية. فبعد إطلالة قصيرة على طرقات حي القصر الأحمر، تأكد لنا حجم المصاعب اليومية وتكشّفت المعاناة الحقيقية، فهذا الحي الذي يعتبر من أقدم الأحياء المتواجدة ببلدية الكاليتوس، يفتقر إلى أدنى شروط التهيئة والمرافق العمومية الضرورية، لكون هذا الحي لم يشهد، منذ السبعينيات، أي مبادرة لتحسين الأوضاع به. وتبرز مشكلة تدهور الطرقات في مقدمة المشاكل المطروحة، ما يجعلها تتحول إلى برك وأوحال عند سقوط الأمطار، حيث لا تجد الأمطار طريقا لها إلى قنوات الصرف، وإذا وجدت، فإنها لا تصلح لذلك، بسبب عدم صيانتها. إلى جانب ذلك، فإن الحي يفتقد إلى الأرصفة داخل الشوارع، مما يزيد من معاناة المواطنين في التنقل والسير سيما الأطفال الذين يتعرضون للانزلاق في طريقهم إلى المدارس، وغالبا ما يصل الأطفال إلى مقاعد الدراسة وهم في حالة لا تليق بالتلاميذ في ضوء غياب كلي للنقل المدرسي، وهو ما أكّدهُ لنا بعض أولياء مدرسة أساسية بالحي المذكور، الذين أعابوا الأجواء التي يتابع فيها أطفالهم دروسهم لاسيما في فصل الشّتاء، في ضوء غياب كلي للتدفئة، كما لا تقتصر المشاكل على التدفئة، بل تجاوزتها إلى جفاف الحنفيات بالمراحيض، يقول أولياء التّلاميذ. وخلال تجوالها بحي القصر الأحمر، عبّر لنا العشرات من المواطنين عن معاناتهم، داعين السلطات المحلية إلى الاستجابة لمطالبهم لأجل توفير لهم أدنى متطلبات العيش العمراني الحديث، وقالوا إنهم لا يستطيعون انتظار أكثر مما انتظروه، في إشارة إلى احتمال نقل مطالبهم بواسطة تنظيم احتجاجات خلال الأيام القليلة المقبلة. من جهته، لم يخف مسؤول في بلدية الكاليتوس المصاعب اليومية التي تعترض المواطن، وقال إن الميزانية لا تسمح بالتكفل بكل المشاكل المطروحة، موضحا أن حصة كبيرة من الميزانية توجه للتكفل بالأجور. ودافع المتحدث عن البلدية، عند حديثه عن المشاريع المنجزة، والتي توجد في طور الإنجاز وأيضا إلى أزمة السكن، وفي هذا الخصوص، أوضح ذات المسؤول، أن عدد الطلبات للحصول على السكن فاقت 14 ألف طلب. ولا تشكل المرافق الاجتماعية أحد أولويات البلدية، مثلما يوضح المسؤول، بل للمرافق الرياضية والثقافية أيضا جزءا من برنامجها، وفي هذا الخصوص، منها مشروع القاعة متعددة الرياضات والمكاتب الجوارية، فضلا عن ربط شبكات الإنارة العمومية، وتحسين ظروف التدريس للتلاميذ. وفي انتظار ذلك يبقى المواطن ببلدية الكاليتوس ينتظر تحسين ظروف معيشته وهو الذي عانى من ويلات الإرهاب، فبعد تحسن الوضع الأمني، وجد المواطن بهذه البلدية نفسه أمام مصاعب يومية كبيرة، جعلته يفقد الأمل في إمكانية حلها، رغم التزامات السلطات العمومية بتسويتها.