واصلت الفصائل الفلسطينية، أمس الأربعاء، جلسات الحوار الوطني الذي بدأ أول أمس، فيما حثّت مصر على استعجال الوصول إلى اتفاق لتشكيل حكومة توافقية خلال أيام لتحل محلّ الحكومة المقالة في قطاع غزة بقيادة حركة حماس وحكومة سلام فياض التي قدمت استقالتها مؤخرًا في الضفة الغربية. وباشرت لجان الحوار الفلسطيني اجتماعاتها أول أمس وسط أجواء عملية وهادئة تسودها رغم وجود صعوبات وانقسام حول السياسات إزاء الكيان الصهيوني والسيطرة على معونة إعادة إعمار غزة. وتعمل لجان الحوار الخمس، الحكومة والأمن ومنظمة التحرير والانتخابات والمصالحة الوطنية؛ من أجل التوصُّل إلى تفاهمات لإنهاء حالة الانقسام، وتحقيق المصالحة الفلسطينية. وقال مدير المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان في كلمة في جلسة افتتاح الحوار: أهم ما يجب أن ننجزه هو الحكومة التوافقية غير الفصائلية القادرة على الاتصال والتواصل مع كل العالم لخدمة قضايا رفع الحصار وإعادة الإعمار والتمهيد لانتخابات المجلس التشريعي والرئاسة. وأضاف: أتطلع إلى أن ننجز عملنا بسرعة وخلال أيام قليلة حتى نحتفل بوحدتنا ولا أريد أن أذكركم بما قد يترتب عليه- لا قدر الله- الفشل في الوصول إلى اتفاق أنتم تعلمون جميعا بعواقبه. كما دعَا سليمان إلى أن تتصدى اللجان الخمس لكل الخلافات لتنهيها بالواقعية والروح الإيجابية والتنازلات المتبادلة بصرف النظر عن المصالح الفصائلية. وسيكون من واجبات الحكومة المزمعة الإشراف على عمليات إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد العدوان الصهيوني الذي استمرّ 23 يوماً وأسفر عن تدمير آلاف المباني ومقتل أكثر من 1330 فلسطيني. ومن جانبه أكّد الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى أن هذه الجولة من الحوار هي المحاولة الأخيرة والموقف العربي لن يظل ساكتاً ولا متسامحاً مع الانقسام الفلسطيني. وبحسب مراقبين، ترغب مصر في أن تنجح في الوصول إلى اتفاق بين الفصائل فيما يخصّ الحكومة الفلسطينية قبل القمة العربية في الدوحة المقررة في 30 مارس الجاري. في ذات السياق رجّحت مصادر فلسطينية مطلعة بحسب الجزيرة.نت توافق حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على تكليف شخصية مستقلة اقتصادية لتولي رئاسة حكومة التوافق المتوقعة. وقالت المصادر إنه في ظل رفض حركة حماس تولي رئيس حكومة تصريف الأعمال المستقيلة سلام فياض والرئيس محمود عباس الحكومة القادمة وكذلك رفض حركة فتح تولي شخصية من حماس الحكومة فإن الاتجاه نحو شخصية مستقلة مقبولة لدى الطرفين والعالم هو الأرجح. وأوضحت المصادر -الّتي اشترطت عدم كشف هويتها- أن هناك قبولاً من الطرفين لتولي الدكتور ياسر الوادية - أحد الشخصيات المستقلة في غزة، والمقبول من حماس وفتح- رئاسة الحكومة القادمة التي ستعمل على تولي ملف إعمار غزة إضافة للتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية بداية العام المقبل. وقالت المصادر إن القاهرة طرحت اسم الوادية لتولي مسؤولية تشكيل الحكومة القادمة لعدة اعتبارات، لكنها لم تلق إجابة فورية من الفصائل المشاركة في حوارات المصالحة الوطنية.