رغم ما قامت به السلطات المحلية لبلدية سطيف، بإنجاز 80 محلا ذات الطابع التجاري الحرفي به لتنظيم التجار والحرفيين الناشطين بسوق ''عباشة عمار'' الفوضوي، حيث لا زالت وضعية السوق تؤرق المسؤولين لأنه يعد من النقاط السوداء التي شوهت منظر المدينة، وذلك بالنظر إلى الطابع الفوضوي الذي يتسم به هذا السوق والعدد الكبير للتجار الذين يعملون به والذين فاق عددهم 400 تاجر. ورغم كل المحاولات التي قامت بها السلطات المحلية والولائية لتطهير المدينة من التجارة الفوضوية على غرار هذا السوق الذي اكتسح العديد من الشوارع والطرق، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل أمام تعنت التجار والاحتجاجات والاعتصامات عند كل محاولة لتنحية هذه السوق، إذ عبّر العديد من التجار عن رفضهم المطلق لإزالة هذا السوق باعتباره مصدر رزق الكثير من العائلات السطايفية، وفي نفس الوقت رفضوا أي مبادرة حتى لو تم تعويضهم بمحلات تجارية بحجة غلاء هذه الأخيرة التي لا يستطيعون شراءها، وإنها لن تكون من نصيب التجار وهم يطالبون بترك السوق على حالها، إلا أنه من الناحية البيئية، فإنها أصبحت مصدر قلق وإزعاج، وذلك جراء ما يتركه التجار كل مساء من أكياس بلاستيكية وعلب وغيرها من وسائل التغليف والتي تنتشر عبر أحياء المدينة، خاصة في حال هبوب الرياح، وهذا ما أثر سلبا على البيئة ونظافة المحيط من جهة، ومن جهة أخرى فإن السوق يعرف نقصا من حيث الرقابة وتدنيا كبيرا لشروط النظافة وهو ما يشكل خطرا على صحة المواطن، خاصة في فصل الصيف حيث تكثر التسممات الغذائية وعلى وجه التحديد ما تعلق بالمواد الاستهلاكية السريعة التلف كالحليب ومشتقاته والبيض واللحوم، إذ أكد لنا المواطنون أن هذه المواد كثيرا ما تعرض للبيع تحت أشعة الشمس الحارقة وتستقطب مشترين بالجملة بالنظر إلى أسعارها المتدنية مقارنة بما يعرض بالمحلات والمتاجر لكن هؤلاء يجهلون المخاطر التي تحدق بصحتهم بين الفينة والأخرى وفي انتظار تحركات إضافية ومثمرة لاستئصال الورم الخبيث الذي ينخر جسد سطيف يبقى سوق النساء كما يعرف يشهد إقبالا منقطع النظير من طرف المواطنين. من جهة أخرى باءت محاولات سلطات سطيف في القضاء على طاولات بيع الحلويات والتبغ بالفشل وشوهدت في الأيام الأخيرة عودتها إلى منافسة المحلات الأخرى وتشويه محيط سطيف الجميل.