احمدوا ربكم على ما أتاكم من خير ومن خفاف الأمور، فعندنا بركان واحد على ما أظن في الهفار في قاع الأرض ! وعندنا هزات أرضية متتالية، لا ترد الا خفيفة لطيفة على شكل زخات ترقص على وقعها الفتيات، وعندنا عواصف رملية على أهميتها في الجنوب قلما تزورنا في الشمال مرة أو مرتين كل عام.. والحمد لله أنها تجد راحتها معنا، ليس فقط عن طريق اتباع خطوات النحل والنخل وإنما تجدها، أي الراحة مع تصحر العقول! ... بالألوان...! أما بعد، ماذا لو نزل علينا وعليكم بركان (رمادي) أو بالألوان كما نزل على شكيب خليل فرنسا وأمريكا في قمة وهران ''كتطلاع'' الغاز (والدم) في الراس، وهذا حين فاجأه ودون إنذار حين فاق في موطنه ايسلندا، بعد أن رقد مائتي عام كما رقد أهل الكهف الذين ورد ذكرهم في القرآن؟! سيحدث نفس الذي حدث لهم.. يتسمر الرئيس عندهم وعندنا، ومعهم المرؤوس.. فلا جولة تفقدية للألمان، ولا طيران، وإنما بابور يعبر البحور! لكننا سنضيف إليها التوابل الخاصة، فقد تتجلبب المتحجبة من رأسها حتى قدميها، ويطلق الملتحي لحيته أطول، ويزيد الآخرون عليها نظارات ''راي بان'' التي يتخصص في بيعها ''الكحلان''! خوفا من الرماد والبركان... وبالمناسبة مكرا في جدنا زرهوني ''التعبان'' الذي يريد أن يصبح وهو في أرذل العمر كطرزان يقبض الأسد من أذنه وهو يقظان، خاصة بعد أن زاد في طول ''بسبوره'' الجديد البيومتري عن القديم قدمين وخطوتين وهو يعلم أنها من خطوات الشيطان، فالمبدأ العام ألا يتجسس بعضنا على بعض، ولا يفضح الجيران أسرارهم ويلتزمون الكتمان.. فكيف بوزير له أذنان طويلان قد تصلان إلى حد الطمع في سماع ما يخفيه البركان الذي لا يشتعل نيران... ولا ينفث إلا دخان يعمي الأبصار وإن كان يمكن من معرفة اتجاه الريح ...لكي يستريح الواحد ويريح! يقظان.. ونعسان! الفرق بين بركان ايسلندا اليقظان.. وبركان الهفار النعسان أن الأول مؤقت، في حين أن الثاني ظل علي الدوام في نفس المستوى، غير غضبان ولا ''زعفان'' يهدد في الخفاء فقد يكون بالفعل نار في يوم من الأيام قبل أن يعاود النوم، وهذا بعد أن ينشر الركام في كامل أرجاء البلاد.. وهو الذي يكون قد تراكم وتكدس وبعد فترة من التفاعلات الكيماوية غير المعروفة.. انتهى بنا المطاف لكي يصبح الوضع ''نورمال'' مثل الطبع وليس التطبع غير قابل للنسيان وموجود على الدوام ويكون قد خرج نموذج من البشر ومن المسؤولين يرون كما نرى نحن الدجاج، والجراد (الجاج) وحتى ''المعتمر'' بالأسود في أغلب الأحيان... فكيف لحق هؤلاء بنا مرة واحدة، عدا إن كانوا يرون بالألوان.. بأن الفرج قد حان فقوموا للصلاة إن سمتعم الآذان... وأنتم موقنون بالإجابة بأن الركام الرمادي لم تروه إلا في المنام! وبالمناسبة، الصلاة في الجوامع يوم الجمعة لم تعد على قدر المقام وهذا منذ أن تسمر الغلام على رأس وزارة الدين وانتهت الخطب فيها تدريجيا إلى ما يشبه المواعظ والإرشادات الصحية والعقلية التي يقدمها طبيب الحي، وهو يعمل في القطاع العام! فلا حديث مثلا عن يوم القدس المغتصبة بمناسبة يومها! ولا عن نكبة 48 بعد نكبة العرب أجمعين، بأنفسهم أو بحكامهم أو بآخرين ، ولا حديث مثلا عن لحية بوجرة مع جواز السفر الجديد، فالمسألة إن هي أثيرت في الجوامع والصوامع أيضا، قد تهلك صورة الإمام الذي عاد يخوض في مسائل الشيطان أكثر مما يخوض في عمل الانسان، بل إن حتى العلامة ابن باديس الذي خلق كوابيس للفرنسيين بأفكاره ''الإرهابية''، جاء عليه دهر من الزمن لم يعد له ذكر في المساجد وكل ما صار يقال حوله مجرد أفكار حول هذا ''السلفي'' الذي يحمد ربه لأنه لم يلد في بيئة بدوية لا تنتج إلا أفعال وسلوكات رعيانكم حكمنا هؤلاء منذ الاستقلال، ويزعمون لكوشنير بأن جيل الثورة لن يهادن ولن يساوم! شبعان جديد!! الذين ارتدوا نظارات رمادية أو سوداوية كثيرون هذه الأيام وربما دخولهم عالم العميان جاء من باب الصدفة! أو لهم بعض الوزراء، فزرهوني الذي تحول إلى وزير للبترول قال بما يفيد إن العصر الذهبي للذهب الأسود قد ولى.. فماذا بقي له لكي يرتحل (ويحل) عن قبله! وشكيب وزير الطاقة والمناجم وما أدراك ما شكيب الذي غضب عليه بركان ايسلندا، لم تكن لقمته العالمية في الغاز أثرا حتى في تحريك مؤشر واحد للبورصات العالمية.. وأما وهران الباهية فقرا فعزاؤها في فشل شكيب وكل ما يحيط به من صنف الثعلب والذيب وابن آوى، أن ثمة صندوق جديد في الأفق من النوع العالمي سينزل بركة عليها وعلينا أجمعين من المحيط حتى اندونيسيا، فالجزائر التي لا تنقصها الأفكار وتحرير الوصفات الطبية لغيرها وإن كانت تسمي نفسها، أقنعت بابور الغاز التي اسمها دولة قطر بأن تحتضن فكرتها بتنظيم أول مؤتمر عالمي للزكاة. والفكرة كما فهمت جاءت من مخ الدكتور فارس مسدور وهو محاضر عالمي بكل من الجزائر والجامعة الاسكندنافية، ليس بعيدا عن بركان ''بني يقظان'' عكس قوم بني نعسان! وأصل الفكرة أن اذا قامت كل دولة إسلامية (أو نصف إسلامية بتقديم 5,2 بالمائة من الزكاة للصندوق العالمي، يصبح ميزانيته السنوية 200 مليار دولار، وهكذا تستطيع الدول المعنية مواجهة متطلبات بني جوعان وبني عريان وتعبان، خاصة أن الدول العربية والاسلامية تنجب كل عام مزيدا من الجراد كأنه يخرج من التراب دون أن يقابله جهد حقيقي في البناء والتشييد وتوزيع القوت. أما مسدور هذا المسرور بأرقام لن تتحقق حتى في المنام فيحمد ربه أن قطر وافقت..فلو نظمت القمة في الجزائر أو في وهران لكانت مرشحة لأن تكون كقمة الغاز مندبة كبيرة فيها ''تمشميش'' كبير وحقير في نفس الوقت! والأكثر من ذلك أن حزب الفقراء والمزيفين وحزب جماعة عريان وفي أصبعه خاتم (من ذهب)، سيزحف نحو القمة أملا في لقمة ''باطل''! أما الدخول غير المفاجئ والمتوقع لعالم النظارات الرمادية، فقد جاء على لسان أرباب المال والأعمال! فهؤلاء حتى هم انظموا لقائمة القائلين والسائلين أين تذهب الجزائر! وان لم يقولوا لنا أين هم يذهبون.. فوجهتهم معروفة باتجاه البركان الإيسلندي وحتى السويسري والفرنسي والأمريكي. فكيف يقول شبعان جديد من لحية الدولة باسم الخصخصة والبصبصة في ظروف خاصة أن يصل إلى هذه الوضعية بعد أن كان يحتار في لقمة خبزة وكان ذلك كالمعزة يلتهم أول ورقة توت تسقط في الطريق، يحيا عليها ويموت كما حصل مع عدد من أتباع عباسي ممن استغنوا في حين ظل معظمهم في المآسي.. وآه يا راسي لو حفرت قبري بفاسي! أو كما حصل للكثيرين ممن استغلوا الفرصة، وتحولوا إلى بزناسية.. فكيف يجرؤ هؤلاء على القول بما يفيد رن بركان الهفار الذي يحرسه في قمته راهب اسباني واحد يتعبد ليلا نهارا لعل الأقدار تنزل عليه أنه سيعاود الثوران.. ويحول البلاد كلها إلى غبار! هذا السؤال مطروح لعدة أسباب، فهؤلاء ظلوا لأعوام يصولون ويجولون في الخارج مع الرئيس ليعرفهم بحجم التحولات الواقعة هناك لعلهم يخرجون من جلد عقلية لبلاد الذي يستأسد على أقل الدوار! وبعضهم حصل من أموال البايلك ما يكفي للخروج من الوضع الحالك وإخراج عدد كبير من الخلق معه، فما الذي حدث لهؤلاء الذين لم يحاسبهم أحد في الأخذ والعطاء وتحولوا إلى أرباب فاشلين حتى في الاستيراد.. فكيف إن كانوا مصدرين! السؤال يصعب الإجابة عليه مع اشتداد البوادر الأولى لبركان الهفار القابل للانفجار بعد عام على الأقل! ويروح بالطبع ضحيته كالعادة الصغار! ثمة حل مؤقت لمواجهة الأمر.. من باب داوني بالتي كانت هي الداء.. ومن شعار الأفغاني في الهمة! فعودة لقمة الغاز (وبوطاغاز) من وهران يمكن أن نسبح عليها فالجماعات المحلية والولائية هناك اجتهدت في غرس النخيل المخصص للزينة، ويقينا سيثمر بعد 50 عاما، بفعل التحولات المناخية. والنخل هذا جلب النحل.. ونحلة ملعونة منها لسعت عين والينا الصالح في وهران المدعو الطاهر سكران... فكيف يكون الواحد سكرانا وطاهرا في نفس الوقت الا إذا كان من فئة ''زوخ وفوخ'' وغلام الله.. وحاشا الله أن يكون له غلمان! والمهم أن سكران هذا لم يعد يرى بالألوان واطلبوا من ربكم أن تعمم الظاهرة... فتلسع كل لحية مسؤولا هو على الأقل ليس في مكانه المناسب.. فلعل البركان إن جاء بالفعل بعد عشرة أعوام.. لن يحرك شيئا أمام العميان! لأنهم ببساطة لن يروه أبدا وان كانوا سيلمسوه كالريح في يوم خريف!