قدم المتدخلون في الأيام الطبية الثالثة التي انعقدت حول أمراض الأطفال، التي تحتضنها جامعة فرحات عباس بسطيف، أرقاما مرعبة حول واقع الأمراض التنفسية لدى الطفل التي تكون السبب المباشر والأول بدون منازع، لدخول أغلب الأطفال المؤسسات الاستشفائية وموتهم. وحسب أرقام اليونيسف فإن الجزائر تحصي وفاة 38 طفلا من أصل 1000 سنويا، وهو ما جعلها تحتل المرتبة ال 75 عالميا. هذه الأرقام جعلت الأمراض التنفسية أحد المحورين لهذه الأيام، وكان المحور الثاني هو داء ''ميكوفيسيدوز''، الذي يعد مرضا جديدا يصيب الأطفال وقد أخذ في الظهور بمنطقة الشرق الجزائري في صمت في ظل انعدام مركز للشكف عنه كما هوالحال بالجزائر العاصمة ووهران، وتحدث المتدخلون عن غموض يكتنف الظاهرة بسبب انعدام وسائل تشخيص هذا النوع من المرض، وهو ما يستوجب تحرك الجهات الوصية من أجل توفير الوسائل الطبية الضرورية لتخفيف معاناة المرضى اللذين يضطرون للتنقل إلى الجزائر العاصمة من أجل التشخيص. وحسب رئيس مصلحة طب الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي سعادنة عبد النور، فإن إفتتاح مخبر خاص قد يوفر إحدى الوسائل الثلاث التي يستوجبها الكشف عن هذا الداء في انتظار أن يتكفل المركز الاستشفائي بتوفير ما تبقى من وسائل. كما تحدث الدكتور قابريال من فرنسا، الذي يرأس الجمعية الفرنسية لداء ''ميكوفيسيدوز''، أن 10 بالمائة من مرضاه ينحدرون من أصول مغاربية مما يؤكد أولا وجود هذا المرض بكثرة محليا ببلادنا، ويوحي بأن الداء هو مرض وراثي. وقال إن ما حققته فرنسا في مجال محاربة هذا الداء لمدة 50 سنة يمكن للجزائر أن تحققه في 10 سنوات، مما يعني تطويق هذا المرض القاتل. وعرف الملتقى مشاركة حوالي 500 شخص من داخل وخارج الوطن كإيطاليا، فرنسا، لبنان، وغيرها. ومن المنتظر أن تختتم بتوصيات كلها ستندرج ضمن وقف زحف ال ''ميكوفيسيدوز'' ووضع إستراتيجية لتطوير الطب المتعلق بالأمراض التنفسية.