أشاد المترشح عبد العزيز بوتفليقة، بالجيش الوطني الشعبي لدوره في حماية البلاد خلال سنوات الأزمة، مقللا من شأن ما وصفه بالعيوبالموجودة بالمؤسسة العسكرية. وقال: حيّي الجيش الوطني الشعبي الذي يقال عنه الكثير، ليس ثمة مؤسسة بالعالم ليس بها عيوب، جيشنا فيه عيوب، ورغم ذلك نحبه رغم العيوب، لأنه حمى البلاد من الانهيار في سنوات الأزمة. كما أثنى بوتفلقية خلال لقاء جواري نظمه أمس بتلمسان في إطار نشاطات حملته الانتخابية، على مصالح الأمن رغم التجاوزاتعلى حد قوله. كما تعرض المتحدث، بذات المناسبة، إلى المصالحة الوطنية، فأبدى تبرمه من إلحاح المتسببين في الأزمة في المطالبة بالحقوق، وقال هناك أصوات تقول لم تعط لنا حقوقنا، اذهبوا إلى الشعب فهو من يعطيكم إياها، لا أستطيع أن أفرض على الناس أن يقبلوا بكم، قد أهلكتمونا في الداخل والخارج أهلككم الله، قد أعدتكم لبيوتكم لتروا ما تسببتم فيه من ضرر، والذي لا يكون واعيا بما سببه من ضرر لا يمكنه أن يعي ما يمكن أن يقدمه من خير. لكن هذا لم يمنع المترشح من أن يتعهد بفتح آفاق جديدة في مسار المصالحة، في حال فوزه بالانتخابات. فالمصالحة حسبه ليست دخول الناس إلى بيوتهم وأكلهم الخبز، بل هي مشاركة وغيرها كما نبّه المتحدث إلى وجود مخططات أجنبية تتربص بالجزائر، وقال نحن في وضع دفاعي حيال القوى المهيمنة، التي أعدت لنا مخططات خطيرة، فعلينا ألاّ نعرّض بلادنا للمخاطر، لكن دون أن نقبل المهانة وجاء هذا في معرض حديثه عن العدوان الصهيوني على غزة، الذي قال بشأنه كانت الناس تقتل يوميا، وانتظر مجلس الأمن الدولي شهرا كاملا، قبل أن يجتمع ويقول لنبحث هذه القضية، بينما لو وقعت هذه المجازر في إسرائيل لما استمرت ساعة واحدة المترشح المستقل يبزّ منافسيه باللقاءات الموضوعاتية من جهة ثانية نشّط بوتفليقة، بتلمسان، نشاطا جواريا تمثل في ندوة حول آفاق المنظومة الصحية في الجزائر وتعد مثل هذه الندوات الموضوعاتية أسلوبا جديدا في تنشيط الحملات الانتخابية، وخروجا عن الفعاليات التقليدية من تجمعات واستقبالات شعبية وغيرهاومن شأن بوتفليقة، من خلال هذا التكتيك، أن يبزّ منافسيه في الانتخابات، إذ سيبدو في مظهر المترشح المطلع اطلاعا دقيقا على أوضاع مختلف القطاعات، وأنه بإمكانه تقديم آليات عملية للنهوض بها وتجاوز مشاكلها، بفضل اشتغاله عليها طيلة عهدتي حكمه. في حين تقتصر برامج منافسيه، في أغلبها، على خطوط عريضة وهذا ما برز بوضوح في اللقاء، الذي تم بدار الثقافة عبد القادر علولة، حين راح بوتفليقة يناقش منتسبي قطاع الصحة، الذين قدموا من ولايتي وهران وعين تيموشنت إلى جانب تلمسان، ويظهر أمامهم اطلاعه على دقائق وتفاصيل الملف. وقد استهل اللقاء بعرض قدمه أحد أساتذة الطب، وقدم فيه معطيات وصفها بالموضوعية حول واقع الصحة بالجزائر، ليخلص إلى تسجيل تحسن في وضعية الصحة بالبلاد، وفي نوعية المعيشة عموما، موظفا بعض المؤشرات، مثل ارتفاع الأمل في الحياة، تراجع الوفيات والأمراض المعدية. ليعقب بوتفليقة، منوّها بضرورة تجاوز اختلالات تسيير القطاع، من خلال الاستعانة في هذا الباب بكفاءات من اختصاصات شتى، وعدم الاعتماد على الأطباء والممرضين فقط . استقبال شعبي مميز بتلمسان وكان الرئيس المترشح قد خص باستقبال شعبي كبير، في شوارع مدينة تلمسان التي حلّ بها صباح أمس. حيث تقاطر الآلاف على المحور الطويل الممتد من مبنى البريد بشارع العقيد لطفي إلى غاية ساحة المشور، والذي قطعه بوتفليقة مترجلا، حتى أن رجال الشرطة وجدوا صعوبة كبيرة في السيطرة على الجموع، ومنعها من تخطي الحواجز التي نصبت على الأرصفة. يجدر التذكير بأن بوتفليقة، المولود بوجدة المغربية، ينحدر من أسرة تعود أصولها إلى مدينة ندرومة التابعة لتلمسان، ونزحت إلى المغرب في زمن الاستعمار .