سطاني: نحناح أوصى بفلسطين وهو على فراش الموت فاجأ أمس، إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، جمهور حركة مجتمع السلم والجزائريين الذين توافدوا بالآلاف الى ملعب عشرين أوت بالعاصمة، حين خطب في الحاضرين، انطلاقا من شواطئ غزة عبر الهاتف، حيث حيا الجزائريين، مثمنا موقف الجزائر المتضامن مع غزة المحاصرة ومع فلسطين. وأبى هنية في كلمته المعبرة والمؤثرة إلا أن يؤكد أن ''فلسطين الجهاد والمقاومة ليست إلا على عهد ثورة الجزائر التي تبقى النموذج الخالد للتحرر والانعتاق من ربقة الاحتلال والاستعمار''. كما أشاد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة بموقف السلطة الجزائرية، وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة واصفا مواقف هذا الأخير ب''المتقدمة في دعم المقاومة وحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وتحرير المقدسات''. كما عرج هنية على حصار غزة، مؤكدا أن جمهور الغزاويين ينتظرون، على أحر من الجمر، السفينة الجزائرية لما يكنه الفلسطينيون للجزائريين والجزائر من مشاعر التقدير والمحبة. أما رئيس حركة مجتمع السلم، الشيخ أبو جرة سلطاني، فلم يتردد في التأكيد على أن التجمع الخطابي والإنشادي الذي تنظمه حمس للمرة الثانية بملعب 20 أوت، في الذكرى السابعة لوفاة الراحل محفوظ نحناح، يأتي تأكيدا لوفاء الحركة لنهج الراحل محفوظ نحناح ودعما للمقاومة والقضية الفلسطينية التي كانت ضمن آخر ما أوصى به الشيخ الراحل المؤسس وهو على فراش الموت يصارع سكراته، كما يأتي التجمع تأكيدا على التزام الحركة بدعم القضية الفلسطينية وهو أقل ما يمكن أن يقدم للقضية الأم التي تعد قضية المسلمين وشرفاء العالم وأحراره وقضية الإنسانية جمعاء، مشيرا إلى أن دعم القضايا العادلة في الجزائر ''لم يكن طفرة بل هو ولد من رحم معاناة الجزائر ومقاومتها للمحتل''، ما جعل هذه المواقف من دعم للمقاومة ودعم للشعوب المستضعفة ''ثابتا من ثوابت الجزائر الرسمية والشعبية''. من جهتهم، أجمع قيادات المقاومة من فلسطين ولبنان على التأكيد- وهم يرون أحد استعراضات القوة الحمساوية في مشاهد لم ير مثيل لها في العالم الاسلامي إلا في لبنان حيث تجمعات حزب الله- أجمعوا على أن غرس الراحل محفوظ نحناح أنبت نبتا طيبا. تجمع أمس حضره ما لايقل عن 25 ألف شخص من مناضلي حمس وباقي المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، كما أدت فرقة الوعد اللبناينة أناشيدها المعروفة في دعم المقاومة والتغني بمنجزاتها، وسط تجاوب منقطع النظير من الجماهير الجزائرية الذين حركت القدس مشاعرهم. للإشارة فإن التجمع الشعبي استمر إلى غاية أولى ساعات الليل.