تنطلق ظهيرة الغد بفندق الرياض بسيدي فرج، أشغال الملتقى السابع للراحل محفوظ نحناح مؤسس حركة مجتمع السلم.وقد اختار المنظمون هذه المرة تخليد ذكرى الشيخ بعنوان كان شديد الحرص عليه، هو ''المقاومة من خلال النموذج الجزائري كخيار للأمة العربية والإسلامية''. يأتي هذا في محاولة من قيادة أركان حمس تثمين رؤى نحناح الإستراتيجية، عندما يتعلق الأمر بالحق في الدفاع والمقاومة كأول وآخر قلاع الأمة الإسلامية، خاصة وأن الراحل كان قد نذر نفسه. عندما كانت تعيش قضايا الأمة الغربة في الوطن العربي والإسلامي الكبير، على غرار الجزائر منافحا ومرافعا عن المقاومة وعن مآسي الأمة الإسلامية والعربية، في ظرف كان فيه الحديث عنها بالجزائر على الأقل نشازا من القول. ولعل اقتران النموذج الجزائري بالمقامة في ملتقى الراحل محفوظ نحناح يأتي للتأكيد على جملة من الحقائق، فهو الذي ولد من رحم مقاومة جزائرية لازالت لم تكشف عن كل أسرارها، وإن كان السر الأكبر يتمثل في كونها الملاذ الوحيد للانعتاق من ربقة الاستعمار والاحتلال، وأنها السبيل الوحيد لافتكاك مكانة تحت شمس مجتمع دولي لا فرق عنده بين الحرب المشروعة وغير المشروعة، امتثالا لما نظر له فلاسفة ومفكرو القانون الدولي منذ القرون الوسطى، وإلى غاية الحرب العالمية الثانية قبل أن تتحول حركات التحرر إلى واقع لا يمكن البتة تجاوزه. وبالإضافة إلى ما سبق، فإن أي حديث عن المقاومة لا يقترن في العالم العربي والإسلامي بمقاومة الشعب الجزائري يكون على الأقل إنقاصا من حق نضالات الشعب الجزائري. وقد ينتظر أن يشارك هذه السنة، في ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الذي سيتوج يوم السبت بتجمع في ملعب 20 أوت، كرهان آخر للحركة في مجال امتحان شعبيتها وطاقاتها البشرية والتفاف مناضليها حولها، العديد من السياسيين والمقاومين والدعاة والعلماء من العالم العربي والإسلامي على غرار موسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وكذا ممثلين عن أسرى هذه الحركة المحررين مؤخرا من سجون الكيان الصهيوني. وكذا ممثلين عن حركة الجهاد في فلسطين، رفقة ممثلين عن حزب الله المقاوم في لبنان وعلى خط التماس مع الكيان الصهيوني. كما سيشارك حركة مجتمع السلم في تخليد ذكرى الراحل محفوظ نحناح الدكتور موسى الشريف السعودي المعروف على باختصاصه في تاريخ الجزائر وثورتها، إضافة إلى الهلباوي والخالصي من العراق، إلى جانب ضيوف من الجزائر على غرار الأستاذ عبد الحميد مهري وممثلين عن وزارة المجاهدين والمنظمات الثورية في الجزائر. وسيشهد الملتقى إلقاء محاضرات وفتح ورشات تناقش موضوع المقاومة التي مازالت لم تعط حقها من التنظير في العالم الإسلامي، ولم تؤصل تأصيلا يقطع الشك باليقين ويقدم إجابات حاسمة على الكثير من التساؤلات والترددات التي تمليها إكراهات القرن العشرين. ومهما يكن من أمر، فإن الملتقيات التي عقدت في العالم الإسلامي حول المقاومة قليلة، وملتقى حمس سيكون نقطة إيجابية في رصيد تكريس المقاومة وتثمينها، ومن شأنه أن يفتح الشهية لاهتمامات أخرى.