وصف السفير المصري في الجزائر عز الدين فهمي، ما حدث في مصر بمثابة تصحيح مسار واستكمال لثورة 25 يونيو التي أطاحت بمبارك وإعادة ثورة شباب مصر إلى نصابها الطبيعية. ورفض سفير مصر وصف تدخل الجيش بالانقلاب على الشرعية، مشيرا في لقاء جمعه أمس بمقر السفارة مع بعض وسائل الإعلام الجزائرية إلى أن الشرعية الوحيدة هي شرعية الشعب وأن الجيش استجاب لنداءات الشعب المصري أو حوالي 22 مليون من الذين ناشدوه التدخل بتوكيلات مشهرة وواصل عز الدين فهمي تفسير موقف المجلس العسكري، مشيرا إلى أن هذا الأخير عاد إلى مكانه الطبيعي بعد ما سلم الحكم للرئيس للانتقالي. وشدد السفير المصري على التأكيد بأن الشعب ما كان لينتظر أربع سنوات ليقول كلمته في محمد مرسي وأحال السفير على الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي كانت تشهدها مصر فضلا عن أن الرئيس المنزوع محمد مرسي لم يكن يملك برنامجا ولا حقق شيئا من وعوده الدعائية خلال السنة التي حكم فيها فيما تراجعت الاستثمارات، ولم يتوقف السفير عند أخطاء التسيير وحداثة التجربة وعرج على جوانب أخرى اعتبرها أكثر خطورة وتهديدا للأمن القومي المصري والعربي وبالتحديد ما حدث في سيناء من اعتداء على الجيش وموقف مرسي الذي لم يكن حازما -يقول السفير- الذي اعتبر أن عزل مرسي يأتي في سياق رفض المصريين للتراجع على جميع المستويات تحول بعض مناطق سيناء إلى ملاذ الجماعات الإرهابية، ليواصل السفير جازما أن دور مصر في المنطقة العربية تردى كثيرا طيلة مدة حكم مرسي كما ضعف دور الدولة. فيما لم يتناول السفير بالحديث عن الأخطاء التي ارتكبتها المعارضة خلال مرحلة حكم مرسي وتعقيدها المهمة له رغم حداثة عهده بالتسيير واصل السفير متحدثا عن خيبة الإخوان في التسيير، مشيرا إلى أن الشعب الذي خرج ضد مرسي الكثير منه انتخبه في الرئاسيات الماضية، معتبرا أن الإخوان في مصر أرادوا تحقيق هدف معين ليس بالضرورة هدف الشعب. فيما قدر السفير المصري في الجزائر أن تستقر الأوضاع في بلاده قريبا رغم عدم استبعاده وقوع مشاكل ما غير أن السفير أبدى تفاؤلا كبيرا في عودة الأمور إلى نصابها الطبيعية خاصة في ظل وجود خارطة طريق سياسية يقول السفير الذي اتهم الإخوان بالتصعيد والدفع نحو المواجهة، غير أن السفير اعتبر بأن مؤسسة الجيش ترفض الرد على الاستفزازات فيما حذر من الغرق في التفاصيل عند مناقشة النصوص التي ستحكم البلاد سواء الدستور أو قانون الانتخابات أو غيره من القوانين الأخرى التي قد تعرقل سير البلاد.