أعلنت صباح أمس المصالح الأمنية لولاية قسنطينة، حالة التأهب القصوى أمام مجلس قضاء قسنطينة، حيث انتشر منذ الصباح الباكر عشرات أفراد الشرطة أمام مدخل المجلس وذلك بعدما قام أهل وجيران الطفلين المغتالين "إبراهيم وهارون" والعديد من سكان ولاية قسنطينة بالحضور المكثف أمام مجلس القضاء وذلك منذ الصباح الباكر، حيث تجاوز عددهم الألف شخص وكذا شباب حي السوطراكوا حيث كان يقطن إبراهيم وهارون ممن حضروا إلى مجلس قضاء قسنطينة منذ الساعة السادسة صباحا. وكانت وجوه جميع الحضور من أهل الطفلين والجيران وكذا مختلف المواطنين الذين فضلوا حضور المحاكمة بادية عليها القلق والغضب الشديدين، بل إن بعض أقارب هارون وإبراهيم لم يتمالكوا أنفسهم وأجهشوا بالبكاء رافعين أيديهم إلى السماء بأن ينتقم الله من المجرمين الذين قاموا بالعملية والتي لم يتوان العديد من شباب حي عائلتي إبراهيم وهارون عن تسميتها بجريمة القرن بالنسبة للقسنطينيين، مؤكدين في حديثهم ل"البلاد" أنه لا شيء يشفي غليلهم سوى القصاص ولاشيء سوى القصاص، مردفين بأن الحكم على المتهمين الإثنين بالإعدام دون تنفيذه كأنه لم يكن لأنه لن يشفي غليل أمهات ولا أباء إبراهيم وهارون، بل إن ذلك لن يشفي غليل كل قسنطينة والجزائر. وبدأت المحاكمة منذ افتتاح الجلسة من طرف رئيسها وكانت مفتوحة أمام المواطنيين ووسائل الإعلام ما جعل القاعة لا تتسع للحضور ليجد العديد من الشباب من أبناء حي "السوطراكوا" أنفسهم مجبرين على البقاء خارج القاعة لمتابعة مجريات المحاكمة والتي دامت ساعات طويلة ولم تنته إلى غاية مساء أمس وكان لرجال الأمن دور كبير في تهدئة الشباب الغاضبين والذين لم يتحملوا رؤية القاتلين "أ. حمزة 21 سنة " و "ق. اليمين " 38 سنة" والمتهم الثالث والذي وجهت له تهمة المشاركة في الخطف. فيما لم تتوان أمهات إبراهيم وهارون عن الدعاء على القاتلين والانفجار بالبكاء وكانت لحضات جد مؤثرة جعلت جميع الحضور تقريبا يذرف الدموع تحسرا على اغتيال الطفلين البريئين، في الوقت الذي أظهر رئيس جلسة المحاكمة براعة كبيرة في تسيير الجلسة وذلك بتفهمه للمواقف الصعبة التي كانت عليها عائلات وأقارب الضحيتين، وقد وجهت للمتهمين الثلاثة تهم الخطف والفعل المخل بالحياء بالعنف على قاصر من جنس ذكر لم يكمل السادسة عشر من عمره والقتل العمد مع سبق الإصرار للمتهمين "أ. حمزة" و"ق. اليمين " والمشاركة في جناية الخطف للمتهم الثالث ز. بلال . وبعد أن تم سماع الشهود والمتهمين من طرف المحكمة، قامت محكمة الجنايات بقسنطينة بإصدار حكم الإعدام في حق كل من مامين وكاتاستروف.