تتكتم حركة النهضة التونسية، على مبادرة سرية تقول إنها تقوم بها للتقريب بين الإخوة الفرقاء في مصر، ورفضت مصادر في الحركة وأخرى مقربة منها تقديم أية تفاصيل أو تسريبات حول محتوى هذه المبادرة، التي أكدت عليها وكالة الأنباء التونسية الخاصة "بناء نيوز للأخبار" المحسوبة على حركة النهضة. ويأتي الإعلان عن هذه المبادرة، بعد لقاء جمع رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي بسفير الولاياتالمتحدة بتونس، وتفاعلا مع مبادرة الاتحاد الأوروبي، التي تلقى قبولا وترحابا لدى الإخوان. وقال راشد الغنوشي في تصريحات لوكالة الأناضول التركية إن حركته تقوم حاليا بوساطة لحل الأزمة السياسية في مصر، والتي تتواصل على خلفية عزل الرئيس السابق محمد مرسي، والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين. وأشار الغنوشي، إلى أنه سيتم الإعلان "عن تفاصيلها يوم أن تبدو لها آفاق". ولم يكشف الغنوشي أية تفاصيل تذكر حول هذه الوساطة ولا الأطراف المشاركة فيها. ونقلت الوكالة عنه قوله "إن التدخل التونسي مُرَحَّبٌ به من أكثر من جهة دولية ومصرية"، وأضاف " نأمل أن تتوفق هذه المحاولات التي لا تزال تتلمس طريقها إلى مخرج من أزمة مستفحلة ستكون انعكاساتها كارثية، ليس على مصر فقط". وقال الغنوشي إن "جهات غربية لم يسمها دعت حركة النهضة، منذ بداية الأزمة المصرية، إلى أن تقوم بمساع لدى الإسلاميين في مصر في محاولة لإقناعهم بالمشاركة في العملية السياسية القائمة". وتثار العديد من الأسئلة حول مستقبل "مبادرة الغنوشي"، خصوصا وأن مواقف الرجل وحركته غير محايدة اتجاه ما يجري في مصر، حيث سبق له أن وصف ما حدث في مصر بأنه "انقلاب على الشرعية". وعلق الكاتب والإعلامي التونسي صافي سعيد على موقف حركة النهضة، بقوله إن "الحركة أخطأت في مساندتها لمرسي". كما عاب صافي التصريحات والمواقف الرسمية التونسية لحركة النهضة، بعد عزل مرسي، بخصوص الوضع في مصر، ومساندتها للرئيس المعزول، معتبرا أنها "أخطأت وستكون لها تبعات وخيمة على العلاقات بين الشعبين".