تطرق المدافع السابق للمنتخب الوطني وجمعية الشلف والنادي الإفريقي، فضيل مغارية، لعدة أمور شيقة في هذا الحوار الذي خص به "البلاد"، حيث عادت الذاكرة باللاعب لمونديال 1986 بالمكسيك متحدثا عن المنافسة التي كانت الهاجس الذي أرق سعدان. كما تحدث اللاعب عن مشواره مع النادي الإفريقي وعلى ما حدث له مع إدارة الفريق التونسي التي أجبرته على الإفطار خلال شهر الصيام. وختم المدافع السابق للمنتخب الوطني حواره بالحديث عن المدرب الراحل كرمالي وعن بعض الأمور الطريفة التي حدثت له في حقبة التسعينات. *كيف هي أحوال مغارية؟ * أنا بخير والحمد لله، وأشغل منصب إطار في مديرية الشباب والرياضة لولاية الشلف، واستفدنا من خدمتنا للمنتخب الوطني ولمشوارنا السابق مع الخضر، شأننا في ذلك شأن جميع اللاعبين الدوليين في جميع الرياضات، وهو أمر جعلني أبقى دائما على صلة دائمة بالرياضة رغم اعتزالي ميادين كرة القدم. * بماذا يذكرك شهر رمضان وكيف كنت تقضي أيامك خلال الشهر الكريم لما كنت لاعبا سواء مع فريقك أو مع المنتخب الوطني؟ * كلما حل شهر الصيام ونزل علينا ضيفا، يذكرني بالمشقة والمعاناة لا سيما خلال البطولة، حيث كنا نلعب المواجهات على الساعة الواحدة والثانية زوالا، وهو أمر أثر علينا كثيرا مقارنة بالجيل الحالي من اللاعبين الذين لديهم كل الوسائل والإمكانيات. كما أن التوقيت الخاص ببرمجة المواجهات يساعدهم كثيرا ويعينهم على التألق، بصراحة جيلنا لم يكن محظوظا تماما. *هل هناك مباراة لعبتها في شهر رمضان ووقع لك فيها أمر ما لا تزال تحتفظ به؟ *بالتأكيد، لن أنسى المواجهة التي لعبتها مع جمعية الشلف في شهر رمضان، حيث واجهنا فريق شبيبة القبائل، وكنا متفوقين فيها بهدف دون رد، وقبل خمس دقائق عن نهاية المواجهة، اصطدمت بأحد لاعبي الفريق الخصم وأصبت على مستوى الرأس ثم فقدت بعدها الوعي نقلت على جناح السرعة للمستشفى، حيث تلقيت العلاج اللازم وعادت بعدها الأمور إلي نصابها . *وهل أفطرت بعدما تم نقلك إلى المستشفى؟ *رغم قوة الصدمة وفقداني للوعي، إلا أنني لم أفطر وأكملت يومي بشكل عادي جدا، والأمر نفسه بالنسبة لنتيجة المباراة التي لم تتغير وبقيت على حالها. *كيف قضيتم شهر الصيام خلال مونديال مكسيكو 86 الذي شكل نكسة بالنسبة للخضر؟ * الأئمة أجازوا لنا الإفطار خلال مونديال المكسيك الذي تزامن مع شهر الصيام وهو الأمر الذي خفف عنا العبء والمشقة وكنا نتدرب ونلعب بشكل عادي، شأننا في ذلك شأن جميع المنتخبات المشاركة. *ماذا حدث بالتحديد في مونديال المكسيك ولماذا أقصيتم في الدور الأول رغم أنكم كنتم تمتلكون تشكيلة أقوى بكثير من تشكيلة 82؟ * صحيح أن تشكيلة المنتخب الوطني لمونديال 86 كانت أقوى بكثير من نظيرتها في مونديال 82، لكن المشكل العويص الذي وقع فيه المدرب خلال مونديال المكسيك كان يكمن في المنافسة التي بلغت ذروتها وأضحى كل لاعب يصارع ويخلق مشاكل ويعمل كل ما بوسعه لكي يتواجد في التشكيلة الأساسية، وهو الأمر الذي عجل بإقصائنا المبكر من مونديال المكسيك وخروجنا في الدور الأول. *ماذا يذكرك اسم مجادي في لقاء البرازيل؟ * مجادي ودريد كانا سببا في الخطأ الذي سجل بموجبه كاريكا مهاجم المنتخب البرازيلي هدف الفوز علينا، حيث أراد مجادي أن يرد الكرة إلي حارسه دون أن يتفطن لوجود المهاجم البرازيلي وراءه ما جعل الأمور تسير في صالح راقصي السامبا الذين حسموا الأمور لصالحهم. * كيف كنتم تقضون أيام التربصات الخاصة بالمنتخب الوطني في شهر رمضان، وهل كانت الفاف آنذاك تضع كامل الإمكانيات تحت تصرفكم قصد إنجاح التربصات؟ * بصراحة الفاف لم تكن تملك الإمكانيات اللازمة لكي توفر لنا كل الأمور خلال التربصات الخاصة بالمنتخب الوطني، وهو الأمر الذي كان يجعل اللاعبين الذين يقطنون في العاصمة على غرار ماجر وكويسي وقاسي السعيد والقائمة لا تزال طويلة يدعوننا نحن الذين كنا نسكن بعيدا عن العاصمة للإفطار معهم. كما كان هؤلاء يجلبون السحور من منازلهم، باختصار كانت الأجواء عائلية وكانت اللحمة موجودة وهو سر نجاحنا. *ماهي أحسن ذكرياتك مع المنتخب الوطني؟ *التأهل إلي كأس العالم 86، والتتويج بالكأس الآفروآسوية وكأس أمم إفريقيا، كلها أمور لا زلت أحتفظ بها ولن أقوى على نسيانها. كما لن أنسى أيضا مواجهتي لنادي جوفنتوس الإيطالي ونجومه المعروفين آنذاك، خاصة صانع الألعاب الفرنسي ميشال بلاتيني. *كيف كانت علاقتك مع المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي الذي توجتم معه بكأس إفريقيا والكأس الآفروآسياوية؟ * كرمالي مدرب كبير رحمة الله عليه، وكان هناك احترام متبادل بينه وبين اللاعبين، وهو سر نجاحنا في التتويج بكأس إفريقيا 1990 والكأس الآفروآسياوية. *هل تحتفظ ببعض الأمور الطريفة حدثت لك مع شيخ المدربين الراحل كرمالي طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جنانه؟ * كرمالي كان مثلي مدمن على "الشمة"، لكن الاحترام كان متبادلا بيننا ولا يقوى أحد منا أن يطلب من الآخر كمية من هذا النوع من التبغ في حال نفاذها، إلا أن شيخ المدربين رحمة الله عليه كان كلما احتاج إلى "الشمة" يرسل لي حارس الأمتعة ليطلب مني ذلك، بصراحة لن أنسى ذلك المدرب الذي كان مثالا في الأخلاق. * نعرج الآن على مشوارك مع النادي الإفريقي، كيف كان التحاقك بالنادي التونسي وهل ندمت على اختيارك له؟ *مسيرتي مع النادي الإفريقي ستظل عالقة في الأذهان، حيث قضيت ثلاث سنوات كاملة في ذلك الفريق أحسن من أن ألعب 20 سنة في الدوري الجزائري، وهو أمر أسعدني كثيرا وساعدني على تطوير إمكانياتي البدنية والفنية، خاصة أن طريقة التعامل كانت محترفة بأتم معنى الكلمة. * كيف قضيت شهر رمضان مع نادي العاصمة التونسية وهل حدثت لك مشاكل حول الصيام مع إدارة ذلك الفريق؟ * وجدت مشاكل بالجملة مع إدارة النادي الإفريقي بشأن الصيام في شهر رمضان، حيث كان الطاقم الفني والطاقم الإداري وخاصة رئيس النادي على وجه الخصوص، يطلبون مني الإفطار وعدم الصوم، إلا أنني كنت أفرض كلمتي دائما. *وهل تواصلت القبضة الحديدية بينك وبين مسؤولي الإفريقي في المواسم الموالية حول الصيام؟ *الصراع أو بالأحرى القبضة الحديدية بلغت ذروتها في الموسم الموالي وقبل مواجهة الدور نصف النهائي من كأس تونس أمام الترجي التونسي، حيث طلب مني رئيس الفريق أن أفطر وأقسم بأغلظ الأيمان أنه في حال مشاركتي وأنا صائم وارتكابي للأخطاء سيطردني من النادي وسيسلط علي عقوبات، وفرضت وجودي ولعبت المواجهة وأنا صائم وقدمت مردودا في القمة، ماجعل رئيس النادي التونسي يعترف بجهودي وهنأني عقب نهاية اللقاء، ولم يتجرأ بعدها على إملاء قوانينه علي. * من هو أحسن مدافع بالنسبة لك في صفوف الخضر حاليا؟ *أحسن مدافع بالنسبة لي هو سعيد بلكالام ولو يواصل الأخير على نفس الوتيرة ويبذل مجهودات مضاعفة سيبلغ المستوى المطلوب، وسيكون من بين أحسن المدافعين في المستقبل وسيكون خليفتي في المنتخب دون أي إشكال. * هل من كلمة أخيرة؟ * أتمنى لكل الشعب الجزائري رمضان مبارك وكل عام وهم بألف خير، وأتمنى النجاح للمنتخب الوطني في مشواره وأن يتأهل إلى المونديال المقبل بالبرازيل .