تمكنت مصالح الدرك الوطني بوهران، من الكشف عن ملابسات قضية خطيرة، تتعلق بمجموعتين إجراميتين تضمان 28 عنصرا في صفوفها، انتحلوا صفة إرهابيين ومُدججين بالأسلحة البيضاء وبنادق صيد، وعلى هذا الأساس نفذوا عملية إجرامية، استهدفوا شركتين بوهران الأولى جزائرية والثانية مختلطة "جزائرية مغربية" تُنتجان مادة البيض ومساحيق للغسيل، وتم السطو على خزانتين فولاذيتين مصفحتين كانتا تحويان مبالغ مالية ضخمة تجاوزت 5 ملايير سنتيم، وبلغ عدد المتورطين في هذه القضية 21 مشتبها فيهم، تم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة وهران. في هذا الصدد، أفاد المقدم طاهري جيلالي قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران، أن المجموعة الإجرامية نفذت هذه العمليات الإجرامية على طريقة أفلام "الأكشن"، حيث انتحلوا صفة إرهابيين للتمويه، واقتحموا الشركتين وهم ملثمون. حيث تعود تفاصيل القضية الأولى، إلى الأسبوع الماضي عندما تقدّم حارس مؤسسة "إرال" المختصة في إنتاج البيض تقع ببلدية "بوتليليس"، لدى مصالح الدرك للتبليغ عن تعرض المؤسسة لهجوم إرهابي، حيث كان أفراد الجماعة ملثمين ويحملون أسلحة بيضاء وكذلك بنادق، وقاموا بالاعتداء على الحارس ثم سرقوا الصندوق الفولاذي للمؤسسة. وفور تلقي الشكوى، فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا في القضية وتنقلت إلى مكان الحادث، ومعاينة موقع الجريمة والتحقيق مع أعوان الأمن بالشركة، الذين أكدوا في أقوالهم بأنهم لاحظوا سيارة من نوع "ميڤان" تترصد المؤسسة منذ بضعة أيام قبل الاعتداء. وبعد عمليات البحث والتحري الدقيقة، حددت مصالح الدرك هوية ثلاثة من عناصر العصابة ليتم بعدها توقيف باقي أفراها وعددهم 15 عنصرا تتراوح أعمارهم بين 27 و35 سنة بينهم بطالون وتجار وفلاحون وموظفون ومعظمهم مسبوقين قضائيا من أجل جرائم مماثلة. أما القضية الثانية، فهي أيضا تصبّ في نفس السياق، حيث بعد يوم واحد من الجريمة الأولى في حدود الساعة السادسة صباحا، تعرضت الشركة المختلطة "جزائرية مغربية" " كاباتشيم" المختصة في صناعة المادة الأولية لمساحيق الغسيل بالمنطقة الصناعية بحاسي بونيف، لهجوم إجرامي، اعتُقد أنه فعل إرهابي، نفذّته المجموعة الثانية من الشبكة "الإرهابية المزيفة" وتتكون من ستة أفراد، ونفذوا عملية الهجوم بنفس الطريقة الأولى، حيث كانوا ملثمين وحاملين لأسلحة بيضاء وبنادق واعتدوا على عوني الأمن للشركة، واستولوا على خزانتين فولاذيتين كبيرتين بالشركة كان بداخلهما مبلغ مالي تجاوز مليار و500 مليون سنيتم وسرقوا سيارة نوع "تويوتا هياس" للشركة. لتتلقى مصالح الدرك أيضا شكوى في القضية، وفتحت تحقيقا معمقا مكنّها من تحديد هوية ثلاثة أشخاص مشتبه فيهم لتتمكن من تحديد هوية باقي عناصر الشبكة، واستطاعت مصالح الدرك استرجاع الخزانتين ومبلغ مالي قدره 432 مليون سنيتم من إجمالي المبلغ المسروق إلى جانب الصكوك البنكية والوثائق الإدارية الخاصة بالشركة التي تم سرقتها أيضا والسيارة المسروقة، واسترجاع الأسلحة البيضاء وبنادق الصيد. وكشف التحقيق مع الموقوفين، عن أن تنفيذ هذه العملية سبقها تخطيط محكم، وذلك بداية بترصد الشركتين ثم مهاجمتهما، وربط أعوان الأمن، ثم قطع وتخريب التوصيلات بكاميرات التسجيل الخاصة بالشركة، وبعد تنفيذ عملية السرقة قاموا باختطاف الأعوان قبل الإلقاء بهم على حافة الطريق على بعد كيلومترات من الشركة.