الأسد يهدد ب"الجحيم" وروسيا تقرر سحب أسطولها من قاعدة "طرطوس" السورية حسم الغرب في قضية قصف سوريا بعد مسلسل من الوعيد امتد لأشهر عديدة، حيث أكدت واشنطن أمس، جاهزية الجيش الأمريكي لتوجيه ضربة لسوريا فور تلقيه الأوامر، وأبلغت قوى غربية المعارضة السورية أن الضربة ستكون خلال أيام، وشرعت القوات البريطانية بوضع خطط لعمل عسكري، واستدعى البرلمان البريطاني من عطلته. وأرجأت واشنطن اجتماعا مع روسيا لبحث حل سياسي. وقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل إن الجيش الأمريكي جاهز لتوجيه ضربة لسوريا فور تلقيه أمرا بذلك من الرئيس باراك أوباما. كما أعلن متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون أن القوات المسلحة تضع خططا لعمل عسكري محتمل ردا على هجوم كيمياوي مفترض في سوريا. وقال المتحدث نقلا على لسان كاميرون للصحفيين إن شن هجمات بالأسلحة الكيمياوية في سوريا "شيء مقيت تماما"، ويتطلب تحركا من جانب المجتمع الدولي، مؤكدا أن بريطانيا تدرس اتخاذ "رد مناسب". وشدد كاميرون على أن أي قرار سيتخذ سيكون في إطار عمل دولي صارم، وكان كاميرون قد قطع عطلته أمس ليعود إلى لندن، لمتابعة الموضوع السوري. وفي الأثناء، ذكرت صحيفة "الغارديان" أمس، أن طائرات وناقلات عسكرية بدأت الوصول إلى قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في قبرص، في ما اعتبرته مؤشراً على تزايد الاستعدادات لتوجيه ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت الصحيفة عن طيارين اثنين يقومان برحلات تجارية منتظمة من لارنكا أنهما "شاهدا طائرات نقل عسكرية من طراز من قمرة القيادة في طائرتيهما، وتشكيلات صغيرة من طائرات مقاتلة على شاشات الرادار يعتقدان أنها آتية من أوروبا". وقالت إن سكاناً يقيمون بالقرب من القاعدة الجوية البريطانية في قبرص، التي تتمتع بالسيادة منذ عام 1960، أكدوا بأن الحركة في قاعدة أكروتيري أصبحت أعلى بكثير من المعتاد في اليومين الماضيين. ومن جانبها، قالت باريس إنها لن تتخلى عن مسؤوليتها، ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي فرنسي قوله إن "استخدام الأسلحة الكيماوية - المستمر منذ عدة أشهر الآن واستخدم الآن للمرة الأولى بصورة شاملة - غير مقبول، وبفرنسا لن تسكت على هذا". وفي سياق التحركات الدولية، وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو شن هجوم بالغاز السام قرب دمشق الأسبوع الماضي بأنه يمثل "جريمة ضد الإنسانية" واختبارا للمجتمع الدولي. وشدد أوغلو على أن "هذه الجريمة ينبغي عدم السكوت عنها، وما ينبغي فعله يجب فعله، بات واضحا اليوم أن المجتمع الدولي يواجه اختبارا". وفي تطور هام أعلنت روسيا أنها ستسحب أسطولها من طرطوس فور حدوث تصعيد بالمنطقة. كما قررت الولاياتالمتحدة أمس، إلغاء اجتماع كان مقررا مع مسؤولين روس في لاهاي اليوم للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، مبررة ذلك بالبحث عن سبل الرد المناسبة بعد استخدام الكيمياوي. وبدورها، أبدت روسيا أسفها للقرار الأمريكي، وحذرت من "عواقب كارثية" إذا أقدمت الولاياتالمتحدة على عمل عسكري في سوريا، داعية واشنطن للتحرك ضمن القانون الدولي.