- هذا ما قاله "جاك شيراك" لنجيب محفوظ بعد فشل محاولة اغتياله حلت منذ يومين، ذكرى رحيل كل من العلمين صاحب جائزة "نوبل" للأدب المصري نجيب محفوظ، والكاتب الصحافي والرسام الفلسطيني الشهير ناجي العلي، الذي يمر اليوم على رحيله 26 عاما لم تمح ما قام به وكيف أنه أشهر الكلمة سلاحا حادا في وجه المنظمات الفاسدة، منتقدا بسخرية لاذعة حال الحكومات العربية وحكامها. ناجي العلي أو"حنظلة"، وهو اسم الشخصية "الكتاريكاتورية" التي ابتدعها صاحبها وأقبل على مبادئه الصريحة في ظل حياة كريمة وأوطان حرة وآمنة منتقدا سوء أحوال المواطن العربي.. هو رسام "كاريكاتير" متميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين، وله أربعون ألف رسم واغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987. و"حنظلة" هي شخصية ابتدعها ناجي العلي وتمثل صبيا في العاشرة من عمره، وظهرت رسوماته في الكويت عام 1969 في جريدة "السياسة" الكويتية، وأدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره، أين لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وخاصة الفلسطينية لأن "حنظلة" هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه، فهو شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أحد. وكان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، مثل شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ب "فاطمة" في العديد من رسومه، وهي شخصية لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، وذلك بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا. وفي العديد من "الكاريكاتيرات" يكون رد "فاطمة" قاطعا وغاضبا كمثال "الكاريكاتير" الذي يقول فيه زوجها باكيا "سامحني يا رب، أريد بيع نفسي لأي نظام من أجلا إطعام أولادي فترد فاطمة: الله لا يسامحك"، أو مثلا "الكاريكاتير" الذي تحمل فيه "فاطمة" مقصا وتقوم بخياطة ملابس لأولادها مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة". أما شخصية زوجها الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله. ومقابل هاتين الشخصيتين تقف شخصيتان أخريان؛ الأولى شخصية السمين ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الانتهازيين، وشخصية الجندي الإسرائيلي طويل الأنف الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية. من ناحية أخرى، حلت أول أمس ذكرى رحيل الأديب نجيب محفوظ، وهو أول عربي حائز على جائزة "نوبل" للأدب، والذي قال له الرئيس الفرنسي وقتها جاك شيراك "قرأنا لك فعرفنا مصر وأحببنا شعبها". وكان الراحل يتمتع بقدر كبير من الحب والتقدير من زعماء العرب والعالم وعندما وقعت حادث محاولة اغتيال الأديب الكبير أرسل "شيراك" رسالة إلى الكاتب المصري يقول فيها "علمت بتأثر بالغ نبأ دخولكم المستشفى ومع أن الأنباء تصلني مطمئنة لحسن الحظ، إلا أنني أعبر لكم عن تمنياتي الحارة بسرعة الشفاء، لأنكم على علم بالإعجاب الشديد الذي تثيره أعمالكم الفنية، ومكانتكم في فرنسا والعالم أجمع ورد عليه محفوظ وقتها يشكره وقوله "ليس غريبا عليكم ويكفي أن أشير إلى فضل العالم الفرنسي شامبليون في فك رموز لغتنا المصرية القديمة، فلولا جهوده لظلت آثارنا وشواهد حضارتنا لغزا".