وقعت على "الميثاق الاجتماعي" بعد مفاوضات عسيرة أعلن في ساعة متأخرة من مساء أمس، الأمين العام لنقابة أرسيلور ميتال، عن إلغاء قرار شن إضراب شامل بمركب الحجار ابتداء من اليوم. وأكد في اتصال هاتفي ب"البلاد" أن المفاوضات الماراطونية التي جمعت ممثلي المديرية العامة والشريك الاجتماعي انتهت بالوصول إلى أرضية اتفاق حول المسائل الخلافية التي يتصدرها الرفع في معدل الأجور والمنح وإعادة إدماج النقابيين المفصولين تعسفا. من جهتها، أكدت إدارة مركب الحديد والصلب للحجار -حسب مصادر مسؤولة من المديرية العامة- أنه ليس بإمكانها من الناحية المالية ضمان الزيادات في الأجور المقترحة من قبل نقابة المؤسسة ورغم ذلك تفاوضت واتفقت على إقرار زيادات بنسبة 16 في المائة. وكشفت مصادر "البلاد"، بأن المحادثات التي دارت بين ممثلين عن الإدارة وأعضاء الفرع النقابي قد أفضت إلى أرضية اتفاق بشأن المطالب التي كانت النقابة قد تبنتها، وفي مقدمتها مطلب الزيادة في الأجور، حيث إن المديرية اصطلحت على الاتفاق المتوصل إليه تسمية "عقد اجتماعي" بين الإدارة والشريك الاجتماعي ممثلا في الفرع النقابي، وأشارت إلى أن الطرفين اتفاقا على مقترح المديرية المتمثل في اعتماد زيادة بنسبة 10 بالمائة في الأجر القاعدي لجميع العمال بداية من شهر أوت المنصرم، على أن تكون زيادة ثانية بنسبة 3 بالمائة في أوت 2014، والدفعة الثالثة ستكون بنفس النسبة في أوت 2015، مما يعني بأن الإدارة وافقت على اعتماد زيادة إجمالية بنسبة 16 بالمائة على ثلاث دفعات، شريطة ضمان الاستقرار في المركب. وفي سياق متصل، أكد داود كشيشي الأمين العام لنقابة بأن بنود الاتفاق المبرم بين الطرفين تقضي باعتماد زيادة أخرى كذلك بنسبة 40 بالمائة في منحة القفة، ورفعها من 250 دج إلى 350 دج، مضيفا أن "العقد الاجتماعي" الموقع مع النقابة يعد خطوة أولية في رحلة البحث عن الهدوء داخل مركب الحجار، لأن المحادثات بين الطرفين ستتواصل على مراحل خلال الأسابيع القليلة القادمة، لاسيما بخصوص المخطط الاستثماري المسطر على المديين القصير والمتوسط، كما أن المديرية وافقت على ادماج العمال النقابيين المفصولين تعسفا وتعهدت بعدم تسريح أي عامل، فيما أشار المدير العام جو كازادي إلى النوايا الجادة للشريك الأجنبي في مواصلة العمل في الجزائر، وعدم التفكير بفسخ عقد الشراكة. وأشارت المديرية العامة من جهة أخرى إلى أن الأجر المتوسط بين 2002 و2013 ارتفع بمعدل 12 % سنويا. وأوضحت أن حصة الأجور في كل طن من الفولاذ يتم إنتاجه هي 23 % لدى ارسيلور ميتال عنابة أي ثلاث مرات أكثر من المعدل لدى المنافسين في حين تقدر الإنتاجية ب90 طنا من الفولاذ السائل ينتجه كل عامل سنويا مقابل 1000 طن لدى المنافسين. وأكدت الإدارة أن "هذه الأرقام تبرز جيدا الجهد المتواصل للمؤسسة إزاء الأجراء بالرغم من مستويات الإنتاجية الضعيفة والسياق الاقتصادي الصعب".