الجزائر تواصل جهودها لإحباط المخططات الإرهابية التي تستهدف البلدين عادت تونس للتذكير بأن قرارها المتعلق بإنشاء منطقة عسكرية عازلة مع الجزائر وليبيا، كان القرار الأمثل في الفترة الحساسة التي تمر بها، مستدلة بكمية الأسلحة المهربة التي تم ضبطها من قبل الأمن التونسي، التي كان بإمكانها أن تشعل حربا في البلاد. كشف وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، خلال جلسة استماع لوزراء من الحكومة المؤقتة داخل المجلس الوطني التأسيسي، أن أجهزة الأمن في بلاده تمكنت من ضبط كمية كبيرة من الأسلحة، كان يمكن أن تصنع كارثة حقيقية، مشيرا إلى أن تونس تفادت عرض الأسلحة التي تم ضبطها حفاظا على القطاع السياحي، وتجنبا لإحداث الفوضى بين صفوف المدنيين. وأضاف الوزير، أن قوات الأمن عثرت على كميات هائلة من الأسلحة والذخائر بمخازن متفرقة بالعاصمة تونس ومدن أخرى، تابعة لجماعات متشددة، موضحا بأن إنشاء منطقة عازلة بالمثلث الحدودي جنوبا مع الجزائر وليبيا كان الحل الأمثل لتفادي دخول السلاح وتهريب السلع التونسية المدعمة. وفي السياق، أشاد المسؤول ذاته، بالتعاون مع الجزائر في المجال الأمني، موضحا بأن التنسيق مع الدول المجاورة خطوة هامة للقضاء على الإرهاب في المنطقة، بينما انتقد الجانب الليبي في لعب دور في هذه المهمة، مرجعا السبب إلى ضعف السلطة هناك وتوتر الوضع الأمني، كاشفا عن وجود مشروع لتسهيل التواصل بين الولاة ورؤساء البلديات بين المدن، على الشريط الحدودي بين الجزائروتونس يهدف إلى مكافحة التهريب. وكانت تونس، قد أعلنت في 29 أوت الماضي عن منطقة عسكرية عازلة على حدودها مع الجزائر وليبيا، وجعلها تحت قيادة الجيش بالتنسيق مع الأمن والحرس الوطني بهدف التصدي للتهريب وتسريب السلاح، وكان هذا القرار نتيجة لما تعيشه تونس من انفلات أمني، بعد سيطرة مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على جبل الشعانبي الحدودي مع الجزائر منذ شهر ديسمبر 2012، وفشل الجيش في التعامل مع الأزمة مما أدى إلى وقوع ضحايا ودخول تونس في مسلسل الدم الذي عاشته الجزائر سنوات التسعينات، تعزز باغتيال شخصيات سياسية وأخرى عسكرية. كما أسفر التعاون الاستخبارتي بين الجزائر وجارتها، عن إحباط عديد المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف الطرفين، حيث أبلغت أجهزة الأمن الجزائرية نظيرتها التونسية منذ فترة عن عملية تهريب كبرى للسلاح يتم التحضير لها انطلاقا من الأراضي الليبية باتجاه الجزائر أو تونس، داعية إلى تشديد الرقابة على الحدود، خصوصا بعد فرار معتقلين من السجون الليبية، كما حذرتها في وقت سابق من هجمات إرهابية محتملة يتم التحضير لها ضد منشآت حيوية في المنطقة، بعد اكتشاف مخطط إرهابي لتنظيم عملية فرار سجناء إرهابيين من المؤسسات العقابية في الجزائر، حيث يسعى التنظيم إلى إعادة إحياء نشاطه في المنطقة عن طريق إطلاق سراح معتقليه في سجون الجزائر، ليبيا وتونس.